الثورة اون لاين – ملك خدام:
كما الأم بتلم بمحبة وسلام وتسامح شمل أبنائها في مختلف أرجاء المعمورة بلا غربة أو اغتراب لأنها هوية كل مواطن عربي وناقل حي حقيقي للمعرفة والعلوم ورسالات الأديان السماوية المتجسدة في نبع البلاغة وفصاحة القران.
فهي اللغة الأم لأكثر من 290 مليون نسمة معظمهم في الوطن العربي و 130مليون واحد منهم يتكلمونها كلغة ثانية .
ومن التوقع أن يصبح عدد المتحدثين باللغة العربية 647 مليونا في سنة/2050 ، أي مايشكل نسبة7% تقريبا من سكان العالم .
وهي تأتي في المرتبة الرابعة انتشارا بعد اللغة الانكليزية والفرنسية والاسبانية.
وقد لاتصدق أن 40% من تغريدات موقع تويتر باللغة العربية ، وتعد ثالث أكثر لغة مستخدمة على الموقع .
وأن 55% من مصطلحات البحث على جوجل في الوطن العربي هي مصطلحات عربية .
وبأنه يتجاوز القاموس العربي 12 مليون كلمة بحسب قاموس المعاني الالكتروني .
مايشف عن الذكاء الصناعي في استخدام وتخديم اللغة العربية الأكثر تجددا و إشراقا حتى على شبكات التواصل الاجتماعي مايؤكد رسالتها القومية في لم الشتات العربي.
هذه الرسالة التي كان المستعمرون يحاولون طمسها بإلغاء تدريسها في المدارس وإحلال لغة المستعمر مكانها.
الأمر الذي لم تفلح فيه لا سياسات التتريك في العهد العثماني ، ولا سياسات الفرنسة في سورية والجزائر ، ولا سياسات الصهاينة في فلسطين المحتلة.
وهل ينكر أحد دور زكي الأرسوزي أو مصطفى درويش على سبيل المثال لا الحصر في العبور عبر القارات على بساط اللغة العربية لنقل أسمى وأسنى الرسالات القومية والوطنية.
كيف لا ونشيدنا العربي لايزال لليوم يصدح بلسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان.
أجل إنها لغة التحدي في جولاننا المحتل، ولغة التفاوض في محادثات السلام والمؤتمرات، ولغة الحرب البليغة التي استهل القائد الخالد حافظ الأسد خطبته المشهورة عالميا في فجر السادس من تشرين” لسنا هواة قتل وتدمير وإنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير..لسنا معتدين ولم نكن قط معتدين وإنما كنا ومانزال ندفع عن أنفسنا العدوان.. نحن لانريد الموت لأحد، ولكننا ندفع الموت عن شعبنا..إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا، وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بالحرية ، نحن دعاة سلام ونعمل لأجل السلام لنا ولكل شعوب العالم ،وندافع اليوم من أجل أن نعيش بسلام”
فمن بنسى مافعله هذا المطلع القصيرالبليغ من شحذ للهمم العربية ونشر عظام النخوة الوطنية من نكسة حزيران وهي رميم ليصنع ملحمة تشرين التي أقضت مضجع العدو الصهيوني ولاتزال من خشية ان تتكرر في الخطاب السياسي تلك الأسطورة والمعجزة.
نفس تلك اللغة كانت شغاف الحب والغزل في المعلقات ، والموشحات الأندلسية ،والقبانيات المشهورة شعرا وغناء فلا أحلى ولا أبهى منها بصوت عمالقة الطرب العربي كأم كلثوم وفيروز ومظفر النواب .
ما يؤكد أن لغتنا الأم هي لغة الحب والحرب كوجهان لعملة واحدة تلبي ناطقها بسلاسة ويسر حسب مقتضى الضرورة والحال ينهل من بحرها الزاخر بالتنوع والفصاحة والجزالة المترفة بالمحسنات البديعية، وبلاغة البيان بفقه اللغة ،وقواعد النحو والصرف، وجمال الجرس بسحر العروض.
فما من لغة أقدر على نقل التجارب الأدبية وحتى العلمية منها سواء كانث مكتوبة أو مقروءة او مسموعة أو حتى محكية فهل ننسى تجربة عمر الفرا الشعبية، او القدود الحلبية ، ومواويل الميجنا والعتابا اللبنانية.
باختصار هي وعاء الحضارة والمعرفة والعلوم والفنون بلا منازع وتستحق عن جدارة وامتياز احتفالية القرن بها كلغة أم للإنسان والبشرية.