بين المزارع والتاجر .. المردودية الإنتاجية في حقولنا إلى تراجع

الثورة اون لاين -نعمان برهوم:

لعل الأسعار التي تشهدها الأسواق و خاصة أسواق الهال اليوم تشير بشكل كبير الى قصور الإجراءات المتخذة من قبل الجهات المعنية في دعم المزارع من جهة والمستهلك من جهة أخرى.
و هنا تتوضح أهمية تجربة الأسواق الشعبية التي حاولت الحكومة تكريسها و نشرها تحت عنوان كسر الحلقة الوسيطة بين المنتج و المستهلك.. غير أن الفشل في هذه الخطوة حال دون تحقيق الهدف.. لأسباب كثيرة سبق وأن تم طرحها في صحيفة الثورة و أهمها عدم توفر الشروط المناسبة من جهة عدم إمكانية تحويل المنتج ” الفلاح ” إلى بسطجي.. و عدم القدرة على توفير البنية التحتية المطلوبة من خدمات و مواقع مناسبة.
و أيضا رافق الأهداف المرجوة من ضبط الأسعار صعوبات أهمها عدم توفير المساحات التخزينية للمزارع في برادات ووحدات الخزن والتبريد في السورية للتجارة.. او حتى قيام السورية للتجارة بتسويق كميات كبيرة من الإنتاج خلال الموسم للتخزين بعيدا عن عملية التسويق المباشر التي تمت في بعض المنتجات.
و بالعودة الى المنتج و التاجر الذي وجد فرصته في ظل غياب الدور الذي كان يحب أن تبادر إليه السورية للتجارة بشراء محصول الحمضيات على سبيل المثال و تخزينة في براداتها.. فقام التاجر بشراء كميات كبيرة من أنواع الحمضيات و تخزينها ليعرضها اليوم في أسواق الهال بأسعار تفوق أسعارها بأضعاف مضاعفة ليحقق أرباحا كبيرة في فترة قصيرة جدا قياسا بأرباح المزارع البسيطة على مدار العام.
وفق لائحة الأسعار المعلنة اليوم عن لجنة التسويق في سوق هال اللاذقية يتضح جليا ما يقوله المنتج عن غياب الدعم الحقيقي له من قبل الجهات المعنية في تطوير الإنتاج الزراعي
حيث أكد عدد من المزارعين أن انتاجهم من الحمضيات تم تسويقه إلى سوق الهال أو حتى إلى السورية للتجارة بأسعار تقارب التكلفة مع هامش ربح محدود جدا بالمقارنة مع التكاليف المرتفعة من اسمدة و أودية وعمالة وعبوات ونقل .. حيث تم بيع الكيلو غرام من الحمضيات صنف ابو صرة منذ اقل من شهرين بسعر يتراوح بين ٣٠٠ و ٣٥٠ ليرة سورية.. و اليوم يباع من قبل التاجر الذي قام بتخزينه لمدة قصيرة بسعر ١٦٠٠ ليرة.. وهذا ينسحب على باقي الأصناف من مندلينا و حامض و غيرها.
الفلاح يشقى العام بكامله ليبيع الكيلو غرام ب ٣٠٠ ليرة بينما التاجر يخزنه فترة قصيرة ليبيعه ب١٦٠٠ ليرة.
فلماذا لم تبادر السورية للتجارة إلى تخزين الكميات الفائضة في حينه و تأخذ الدور الذي قام به التاجر.. و تحقق هامشا منطقيا من الأرباح و توفر المادة للمستهلك اليوم بسعر أقل مما يطرحه التاجر؟؟ ناهيك عن باقي المحاصيل الموسمية.. لعل هناك من يتاجر في لقمة العيش لتحقيق الأرباح الكبيرة و هناك من يسهل له السوق والتسويق.

آخر الأخبار
القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار غرفة تجارة حلب تلتقي وفداً تركياً لتعزيز فرص الاستثمار الاقتصادي الألبسة الشتوية عبء إضافي على القدرة الشرائية   خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة الفيفا في انتخابات اتحاد الكرة.. رسالة واضحة المعاني بطولة النصر والتحرير لكرة القدم في حلب الطفل قصي .. صوت يهزم الحزن بالغناء دفعة جديدة من المعهد التجاري الثاني نحو المستقبل