الثورة – متابعة رولا عيسى:
يبرز اليوم التعاون الثنائي بين سوريا والمملكة العربية السعودية، ومنها مايتعلق بالطاقة المتجددة، وعليه زار وزير الطاقة المهندس محمد البشير محطة سدير للطاقة الشمسية في المملكة.
هذه الزيارة تأتي في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المختلفة، لاسيما الطاقة المتجددة والربط الكهربائي.
نموذج رائد في مجال الطاقة المتجددة
وتعد محطة سدير للطاقة الشمسية واحدة من أكبر المشاريع للطاقة الشمسية في السعودية، وتقع في منطقة سدير شمال غرب الرياض، وتعتبر من أبرز المشاريع التي تساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 للطاقة المستدامة في المملكة، تولد المحطة طاقة كهربائية من خلال استخدام تقنيات الألواح الشمسية الحديثة، مما يساهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وتعزيز التنمية المستدامة.
خلال زيارته، اطلع وزير الطاقة على التقنيات الحديثة التي تستخدمها المحطة في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مناقشة الفرص المتاحة لتطبيق هذه التجربة في سوريا، ولقد كانت المحطة نموذجاً مثالياً للابتكار والتكنولوجيا المتطورة في مجال الطاقة المتجددة.
زيارة وزير الطاقة لموقع محطة سدير
السعودية لم تقتصر على مجرد الاطلاع على التقنيات الحديثة، بل كانت بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة.
ونظراً لتوجه الحكومة السورية بشكل جاد لتنمية مصادر الطاقة البديلة، يمكن أن تستفيد بشكل كبير من الخبرات التي تمتلكها السعودية في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، تبادل الخبرات والتقنيات بين البلدين سيمكن سوريا من تطوير مشاريع مشابهة، بما يسهم في توفير مصادر طاقة مستدامة ويخفف من الضغوط على الشبكات الكهربائية التقليدية.
الربط الكهربائي بين سوريا والسعودية
يعد الربط الكهربائي أحد المواضيع الرئيسية التي تم تناولها خلال الزيارة. فمن خلال التعاون في هذا المجال، سيتمكن البلدان من تبادل الكهرباء عندما تكون الحاجة إليها ملحة، ما يساهم في تعزيز استقرار الشبكات الكهربائية، كما أن الربط الكهربائي الإقليمي يمكن أن يعزز التكامل في قطاع الطاقة بين الدول العربية بشكل عام.
تطوير الكوادر البشرية
من جانب آخر، تعتبر زيارة وزير الطاقة السوري فرصة لتطوير الكوادر البشرية في قطاع الطاقة، إذ سيتم العمل على تطوير برامج تدريب مشتركة بين سوريا والسعودية، لتمكين الكوادر السورية من الاستفادة من الخبرات السعودية في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة، كما ستسهم هذه البرامج في نقل التكنولوجيا وتوسيع قاعدة المعرفة العلمية والفنية في هذا المجال، ما يساعد في دعم مشروعات الطاقة المستقبلية في سوريا.
دور الابتكار والتكنولوجيا في تحول الطاقة
وبعد ما يشهده العالم من تحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، يعد الابتكار والتكنولوجيا من العوامل الأساسية لنجاح أي مشروع في مجال الطاقة.
وفي هذا السياق، أكد المهندس البشير خلال الزيارة على أهمية التعاون مع المملكة في تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المستقبل، وقد تم تسليط الضوء على دور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الذكية في تحسين كفاءة الإنتاج والتوزيع.
هذا وتعد زيارة وزير الطاقة السوري لمحطة سدير للطاقة الشمسية بداية قوية للتعاون الثنائي بين سوريا والسعودية في قطاع الطاقة المتجددة، ومع تطوير مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز الربط الكهربائي الإقليمي، من المتوقع أن يسهم هذا التعاون في تحفيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين، ويعزز استدامة الطاقة في المنطقة.