الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
الإصرار الأوروبي على النهج المعادي ضد سورية لم يتغير رغم مرور عشر سنوات على حربه الإرهابية عليها، فهو يعيد استنساخ نفسه وبذات الأساليب والأدوات والممارسات التضليلية والأكاذيب والادعاءات الواهية والعقلية الإجرامية التي تنبع من عقلية المستعمر الذي استمر بتقديم مشاهدها التمثيلية ومسرحياتها غير المنطقية منذ 2011م.
واليوم يتضح أكثر من ذي قبل أنه لم يغير جلده الإرهابي والعدواني، ولا يريد أن يتعلم من فشله في دعم الإرهاب وإراقة دماء الشعب السوري ومحاولة تدمير حياته واقتصاده وجغرافيته وتاريخه وسيادته الوطنية وحقوقه الشرعية، مع إعادة الاتحاد الأوروبي تظاهره بالحرص على السوريين وإعادة نعيقه ونفاقه وتباكيه، دون تقديم أي خطوة إيجابية أو المساهمة بما يدعم السوريين في مكافحة الإرهاب، بل كان ولا يزال يمارس أبشع أنواع الإجرام والقتل تارة من خلال التحريض عبر تصريحاته التي تدس السم بين مفرداتها أو من خلال عقوباته الاقتصادية والصحية والدبلوماسية والسياسية ، أو استمراره بدعم التنظيمات الإرهابية التي يمدها بأطنان هائلة من السلاح والعتاد والمخدرات، والتي تترافق مع حملات مكثفة يدعم فيها الإرهابيين لتقديم مزيد من التضليل والتزوير لمحاولة اتهام الجيش العربي السوري وقيادته بتنفيذ أجندات يبرمج الغرب مسرحياتها وتمثيلياتها ضد سورية.
فمن يمارس عقوبات اقتصادية قسرية وأحادية الجانب على الشعب السوري ويستمر بسفك دمه وإزهاق أرواحه، لا يحق له الحديث عن الإنسانية ولا التستر خلف مفردتها الأخلاقية، لأنه يتحدث عن إنسانية مزعومة لا يستطيع أن يستغني فكره وقاموسه الاستعماري والاحتلالي عنها، والتي تصبح مفضوحة وفاقعة أكثر كلما تحدث عنها لأنها باتت مكشوفة النوايا والأهداف والأجندات والأساليب والممارسات العدوانية والإرهابية التي لا تمت للواقع أبداً ولا تندرج في إطار أي تغيير جوهري إيجابي تجاه الشعب السوري.
هذه العقلية الاستعمارية العدوانية لحكام الغرب ضد السوريين ليست جديدة بل متجذرة فيهم، فهم يتوارثون الإرهاب من نهج ماضي أجدادهم في الاعتداء على الحريات والأوطان والشعوب وكيل العقوبات والاتهامات وإطلاقها جزافاً وتماشياً مع الإرهاب الأميركي والسير على خطا إجرامه.
فادعاء الاتحاد الأوروبي الحرص على السوريين مجدداً، هو تجميل فاسد، لأنه هو من حاول زرع بذور الفتنة والفوضى للحرب الإرهابية على سورية والاستثمار فيها قدر ما يستطيع وهو هنا يحاول مجدداً إعادة إنتاج هذا الاستثمار في الإرهاب ضد الشعب السوري عبر هذا التستر، والالتفاف مرة أخرى لوضع العراقيل أمام سورية في مكافحة الإرهاب.
هذه المطامع الاستعمارية والعقلية الإجرامية لن تمر على شعب خبر أجداد هذا الغربي قبل أحفاده، فهو من طرد بمقاومته وإرادته وصموده وتلاحمه الاستعمار الفرنسي وغيره من مساحات الوطن والجغرافيا ولن يسمح له بالدخول من دهاليز النفاق والتحدث باسم السوريين بعد أن أخرجه السوريون مطروداً منهزماً، ولن يسمح له أيضاً التدخل في شؤون السوريين والتحكم بقراراتهم لأنها نابعة من وطنيتهم وليست مرتهنة للأجنبي، مهما حاول استصراخ نفسه بالكذب والرياء، ومهما عقد من مؤتمرات ومؤامرات لا تحوي في كواليسها وحول طاولاتها وفي بياناتها إلا كل ما من شأنه دعم الإرهاب والعدوان على سورية.
السابق