الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي – جهاد اصطيف:
أربع عشرة مدرسة تضررت نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية في بستان القصر بحلب خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية.
وخلال جولة (للثورة) على مدارس حي بستان القصر برفقة رئيس المنطقة التوجيهية رياض محمد تم الوقوف عند العديد من المدارس التي تم إعادة تأهيلها، ومن بينها مدرسة “التحرير” حيث أوضح مشرف المنطقة التوجيهية السادسة أنه ومع تحرير مدينة حلب نهاية عام 2016 ومن خلال متابعة محافظة حلب قامت مديرية التربية بإعادة إعمار وتأهيل المدارس المتضررة.
وأشار إلى أن التربية عمدت حتى على اختيار الألوان الزاهية لطلاء جدران المدارس بهدف المساهمة في تغيير نفسية الطلاب الذين خرجوا خلال فترة الحرب الإرهابية وتركت في ذاكرتهم صور العنف والألم إضافة إلى إيجاد جو من المرح والفرح وتحفيزهم على تلقي الدروس التعليمية بارتياح، مبيناً أن تأهيل المدارس وعودتها للخدمة كان من الأسباب الأساسية لعودة الأهالي إلى الحي.
وأضاف مشرف المنطقة أن الحي يضم ١٤ مدرسة وحالياً تم إعادة تأهيل ١٠ مدارس ٨ منها لمرحلة الحلقة الأولى، ومدرستان للحلقة الثانية والباقي دمرت، لافتاً إلى أن عدد الطلاب في التجمع يبلغ نحو ١٠ آلاف طالب وطالبة معظمهم كان يقطن في الأحياء الآمنة بحلب ومن الأرياف ليعودوا إلى حيهم بفضل همة وتضحيات أبطال الجيش العربي السوري.
وكشف أن المفاجئ بالأمر كان المستوى التعليمي للطلاب رغم المعاناة في بادئ الأمر من الفاقد التعليمي لبعض طلابنا، وبالرغم من ذلك يمكن القول إن المستوى يتراوح بين الممتاز والجيد إذا ما استثنينا المراحل المتقدمة قليلاً، وهذا ما نعمل عليه لتلافيه مستقبلاً من خلال خطوات عدة منها سد النقص في الكوادر التدريسية المؤهلة.
مديرة مدرسة التحرير فاطمة شقرة قالت: لا يمكن لنا التعبير عن فرحتنا وسعادتنا التي نجسدها يومياً في مدارسنا التي باتت تعم كل المدارس خاصة بعد تخليصنا من الإرهاب.
وأضافت: المدرسة تضم ٣٦ شعبة صفية منها شعبة لرياض الأطفال وأن الكادر التدريسي من خيرة الكوادر ويقوم بعمله على أكمل وجه، فضلاً عن الوسائل التعليمية الحديثة التي من خلالها نقوم بتقديم الدروس النموذجية للطلاب وفق ما هو مقرر والمكتبة التي تضم مجموعة من الكتب التي تلبي أذواق الطلبة وكذلك الوسائل التعليمية الحديثة.
مدرسة التحرير حيث وصفتها المعلمة شقرة حالها كحال كل المدارس كانت مجردة من الأثاث والأبواب والنوافذ وتفتقر لأدنى مقومات التعليم لتكمل حديثها بكلمات ممزوجة بالتفاؤل والأمل: عدنا للتدريس في هذه المدرسة وغيرها بالرغم من أعمال الترميم وقتها واليوم تعج بعد تأهيلها بالتلاميذ الراغبين بالتعلم فيها بعد معاناتهم وتسربهم لعدة سنوات ليعودوا من جديد ويبنوا وطنهم بعلمهم وعملهم.
عدد من الطلاب عبروا عن سعادتهم بعودة مدارسهم كما كانت حيث يقول الطالب عبد الله: كانت مدرستي مدمرة أول ما شاهدتها حزنت كثيراً وقلت لنفسي إنها لم تعد صالحة للدوام لكن بعد تأهيلها اختلف الوضع وصارت مدرستي أجمل وتزداد كل يوم جمالاً، بينما رأت الطالبة شهد أن قيام وزارة التربية بترميم المدرسة سَرَّع من عودة الطلاب إليها.
تصوير: خالد صابوني