الصناعات التحويلية الخاصة تواجه تداعيات الحرب والحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة

الثورة أون لاين – رولا عيسى:

يعاني قطاع الصناعة التحويلية في سورية من ويلات الحرب العدوانية على سورية وحصار اقتصادي هدفه تقويض نهوض هذا القطاع الحيوي، لذلك فإن الدراسة التي قام بها الباحث الاقتصادي الدكتور شامل البدران تركزت على تحليل واقع الصناعة التحويلية للقطاع الخاص خلال سنوات الحرب وخرجت بنتائج ومقترحات.
وفي حديث (للثورة) تناول فيه الدكتور بدران محاور الدراسة الموسعة حيث قال: إن مساهمة الصناعة التحويلية للقطاع الخاص في سورية عام 2010 من الناتج المحلي الإجمالي بلغت 10.6% وذلك نتيجة التوسع في سياسات التصنيع وفعالية المناطق الصناعية إضافة لوجود أسواق خارجية استطاعت المنتجات السورية المنافسة بها، وبلغت القيمة المضافة الصافية 126.7 مليار ليرة، مشيراً إلى أن هذا القطاع استقطب ما يقارب 385 ألف عامل في إطار القطاع المنظم، وتوزعت النسب العالية للإنتاج حسب أبواب النشاط الصناعي “الغذائية 19%، المعادن المشكلة 11.58%، المنسوجات 10.7%، الأثاث 9.25% والملابس 9%، الكيميائية 5.75 %”
امتلاك القدرة على المنافسة..
وأضاف بدران أنه كان لدعم حوامل الطاقة من قبل الدولة واعتماد سياسات التدريب والتأهيل للقوى العاملة ورخص أجور اليد العاملة لحينها أثر جيد في تحقيق المنافسة والقدرة على اختراق مجموعة كبيرة من الأسواق لا سيما دول الجوار ودول الخليج، فقد بلغت قيمة الصادرات السورية من الصناعات التحويلية 4.25 مليارات دولار في عام 2010. وبالرغم من تلك المؤشرات الجيدة رغم أن القطاع في وقتها عانى بعض المشاكل والمعوقات، تراجع الإنتاج مع بدء خروج المنشآت من العمل في 2011.

تغيرات هيكلية..
وحول تأثيرات الحرب الإرهابية وتداعياتها مع بدء عام 2011 بين الباحث أنه قَسَّمَ هذه المرحلة إلى أربعة أقسام مشيراً إلى أنه مع بداية الأزمة تغيرت تدريجياً هيكلية القطاع حيث تراجع الإنتاج في دمشق وريفها فقد خرج عدد كبير من المنشآت عن الخدمة بينما حافظت حلب على وتيرة الإنتاج وفي مراحل أخرى زادت من وتيرته. وفي حمص تحسن الإنتاج في بعض المناطق أما باقي المناطق فلم يطرأ عليها تغيرات ملحوظة.

النظام التركي يدمر ويسرق وينهب منشآت حلب..
وفي النصف الثاني من عام 2012 يقول بدران: بدأت فصول جديدة وبشكل مدبر لتدمير البنية التحتية في سورية وتدمير الصناعة التحويلية في القطاع الخاص، وبدأت الأزمة الحقيقية للصناعة في مدينة حلب حيث تم تدمير معظم المنشآت الصناعية، وتم الاستيلاء على قسم آخر إضافة للنهب والسرقة التي تعرضت لها المنشآت، كل تلك الممارسات تمت من قبل النظام التركي الأمر الذي دفع الصناعيين مع منشآتهم إلى الانتقال خارج حلب، وتركزت المنشآت الصناعية المستحدثة في اللاذقية وتقلص حجم الصادرات من الإنتاج الصناعي نتيجة إغلاق معظم المعابر الحدودية وبدأت تتوضح في تلك الفترة معالم اقتصاديات الحروب وظهور أنشطة غير شرعية، وانخفض حجم الصادرات السورية إلى النصف من الصناعات التحويلية.
ومع بداية استعادة الدولة السورية السيطرة على معظم المناطق الجغرافية بدأت استراتيجية جديدة ومباشرة بإعادة تشغيل المنشآت الاقتصادية لا سيما المنشآت الصناعية في دمشق وريفها الآمن نسبياً وفي حمص وحلب.

عودة العمل الجزئي مع عودة سيطرة الدولة..
مع بداية 2016 ولغاية 2018 بين بدران أنه بدأت تتضح أكثر فأكثر التغيرات الهيكلية في بنية الصناعة التحويلية في القطاع الخاص، وذلك نتيجة الاستقرار الأمني وسيطرة الدولة بشكل كامل على المناطق التي تتركز بها المنشآت الاقتصادية الصناعية في دمشق وريفها وحلب وحمص، إضافة لبروز اللاذقية كمنطقة لها أهمية من حيث التصنيع مع الإشارة إلى عدم تحسن حجم الصادرات النظامية بشكل كبير نتيجة عوامل متعددة.

التحول إلى اقتصاد حرب..
وأما المرحلة الرابعة- وفق بدران- تعتبر الأهم بسبب تحول الاقتصاد السوري بشكل كامل إلى اقتصاد حرب، ووفق المعايير يعد “اقتصاد الحرب” اقتصاداً غير إنتاجي في جوهره حيث تكمن الأولوية في تأمين المواد الأساسية كالوقود والغذاء.
كما أقرت الخطة الاستراتيجية “سورية ما بعد الحرب” من قبل الحكومة السورية شملت كافة الجوانب الاقتصادية في عام 2020 إضافة لإقرار مشروع سياسة إحلال الواردات والذي بدأ بتحديد ما يقارب 40 سلعة.
بالتزامن مع ذلك عملت الولايات المتحدة الأميركية، وفي إطار عمل تاريخي وجهد مستمر للضغط على سورية وإجهادها اقتصادياً، جاء قانون قيصر كأعلى درجات المعاداة للاقتصاد السوري.

بروز اقتصاد الظل..
أما المحور الثاني فتناول فيه بدران اقتصاد الظل وتأثيره السلبي على الصناعة التحويلية في القطاع الخاص حيث اعتبر أنه أكبر الصعوبات والتحديات التي تواجه قياس الاقتصاد غير الرسمي هي كيف يمكن أن نجعل من شيء يتم في الخفاء شيئاً قابلاً للقياس كماً وبالنتيجة انخفاض درجة ومصداقية البيانات والإحصاءات الرسمية وبالتالي التأثير في وضع السياسات الاقتصادية.

مقترحات..
اقترح البدران على ضوء دراسة تحليلية لنتائج مراحل الحرب الأربع بغية تجاوز المعوقات.
1- إعادة إعداد استراتيجية وطنية متكاملة لهذا القطاع على أسس حديثة ووفق التطورات الصناعية العالمية التي تعتمد تكنولوجيا الإنتاج الرقمي المتقدم.
2-وضع خطة جزئية ضمن الخطة الاستراتيجية العامة للصناعة تتضمن الانتقال إلى التصنيع الزراعي المعتمد على التقنيات الحديثة وإبراز دور الصناعات الغذائية بشكل جوهري واعتماد سياسة دعم المنتج المحلي وتوفير كافة الوسائل لتحقيق التنافسية للصناعة التحويلية السورية في القطاع الخاص، عوضاً عن سياسة إحلال الواردات ودعم المصدرين.
3- إعداد مشروع وطني لتأهيل رأس المال البشري بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
4- إعادة رسم خارطة الاستثمار الصناعي لكافة المناطق، وفق أسس متطورة تتوافق مع ما بينته الدراسة من استمرار بنية الاقتصاد السوري في الاعتماد على المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة وطبيعة الملكية الخاصة الفردية والتي تتطلب سياسات وإجراءات حقيقية لدعمها وانتقالها إلى بنية أكثر تطوراً.
5- مشاركة أوسع من الصناعيين وخاصة صغار المنتجين في القرارات الحكومية.
6- بناء آليات متطورة لحماية المدن الصناعية وتقديم دعم تكنولوجي وابتكار طرق حديثة لنقل المواد الأساسية إليها وتوفير مستلزمات الإنتاج، إضافة لتأمين نقل منتجاتها النهائية للأسواق المحلية والدولية.
7- الاستمرار في سياسات الدولة السورية بالتضييق على تنامي اقتصاد الظل السلبي في ظل الحرب المعلنة على سورية. وإعادة رسم صيغ استخدام اقتصاد الظل الإيجابي في سورية في ضوء العقوبات الاقتصادية.
8- كما باتت الحاجة ملحة لوضع استراتيجيات لإدارة الاقتصاد غير الرسمي في ظل التحديات الاقتصادية.
9- ولتخفيف معدلات التضخم العالية يتوجب اعتماد استراتيجية استهداف التضخم والتي تعد واحدة من أهم التطورات البارزة على صعيد السياسة النقدية، وتقليص معدلات التضخم من خلال تبني تحقيق معدلات مستهدفة للتضخم، وتعتبر كإجراء معاكس لتداعيات قانون قيصر وتأثيره السلبي على البنك المركزي السوري وذلك بسبب منع التعامل معه، ما يمهد لزيادة الضغوط التضخمية على الاقتصاد السوري.
10- بناء منظومة معلومات اقتصادية متكاملة بهدف توفير مؤشرات اقتصادية مبنية على قواعد بيانات بشكل محدث، تحاكي الواقع الاقتصادي في سورية وبشكل دوري لتساعد على اتخاذ القرارات الاقتصادية السليمة.
11- إنشاء صناعات تحويلية متخصصة بإعادة التدوير للاستفادة من مخلفات الدمار والحرب التي لحقت بسورية.

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية