الثورة – يامن الجاجة:
لم يحظ مجلس إدارة اتحاد الطب الرياضي، الذي تم تشكيله أواخر شهر نيسان الفائت، برضا الكثير من الكوادر الطبية العاملة في رياضتنا، وذلك لعدة اعتبارات تتعلق بمعايير اختيار الاتحاد المذكور، ووجود العديد من التناقضات التي تحتاج لتفسير وتوضيح، إذ أعلنت وزارة الرياضة والشباب، بتاريخ الرابع عشر من نيسان الماضي، عن تشكيل مجلس إدارة اتحاد الطب الرياضي، برئاسة الدكتور نوار الشوّاف، وعضوية كلٍ من الدكتور غسان كعدان، الدكتور غزوان المرعي، الدكتور فراس العيسمي، الدكتور بسام الحايك، الدكتور غيّاد درويش، الدكتور سالم عبدان، والدكتور خالد الخالد، بالإضافة للمعالج رفيق المصري.
مفاجآت
وحملت التشكيلة المعلنة، لمجلس إدارة اتحاد الطب الرياضي، عدة مفاجآت، أولها أن رئيس الاتحاد مقيم خارج سوريا، وتحديداً في مدينة جدة السعودية، وهو ما تسبب بشيء من الدهشة، نظراً لعدم اطّلاع الرجل بشكل تام على واقع الطب الرياضي في سوريا، بظل الإمكانيات المتواضعة المتوافرة، بعيداً عن كفاءته التي لم تكن موضع نقاش، فيما كانت المفاجأة الأخرى في اختصاصات رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، حيث إن اختصاص رئيس الاتحاد هو الجراحة العظمية، كما هو حال اختصاص الدكتور غسان كعدان، والدكتور فراس العيسمي، على حين اختصاص الدكتور بسام الحايك هو الصحة النفسية، بينما اختصاص الدكتور غزوان مرعي هو أمراض العين وجراحتها، وهو ما شكل مفاجأة من حيث المبدأ، نظراً لتنوع الاختصاصات على حساب التخصص بالطب الرياضي، الذي من المفترض أن يكون الأكثر عدداً في مجلس الإدارة؟!
تساؤلات و واقع صعب
ولم تتوقف الملاحظات التي تم تسجيلها على التشكيلة الإدارية لمجلس الاتحاد عند حدود التغييب النسبي لأطباء المعالجة الفيزيائية، ولكنها امتدت للتساؤل عن سبب وجود معالج وحيد في مجلس الإدارة ! وأسباب اختياره رغم كفاءة معالجين آخرين من ذوي الجولات والصولات مع منتخباتنا الوطنية، وبالتالي أحقيتهم في التواجد ضمن مجلس الإدارة، لاسيما أن الطب الرياضي في سوريا يعتمد على خبرة المعالجين وتجربتهم أكثر من اعتماده على تخصص الطب الرياضي، بدليل الاختصاصات الموجودة في مجلس إدارة الاتحاد.
وبعيداً عن أي تساؤلات أو تناقضات فإن واقع اتحاد الطب الرياضي في سوريا (والذي يصفه كثيرون بأنه عبارة عن جدران من دون إمكانيات، حيث يكاد يحتوي على جهازين فقط لا غير لاحتياجات الطب الرياضي) هو واقع صعب.
كوادر متواضعة
أما كوادر الطب الرياضي في رياضتنا، فتقتصر على المعالجين الذين يكاد يكون معظمهم من دون خبرة وتجربة مميزة إلا ما ندر، ويكفي أن نشير هنا إلى أن نادي الاتحاد أهلي حلب هو الوحيد الذي يعتمد على طبيب مختص بالطب الرياضي، لا بل إن الكثير ممن يعمل في هذا المجال ضمن أنديتنا هم أشخاص تم تعيينهم بناءً على معرفة، أو مصلحة، أو شيء من هذا القبيل، مع أصحاب القرار في مجالس إدارات الأندية.
وبناءً على واقع اتحاد الطب الرياضي في سوريا، وواقع الكوادر العاملة في هذا المجال، والحاجة الماسة لأشخاص مُطّلعين على أدق التفاصيل ومعرفة دقيقة بالواقع الصعب، جاءت كل التساؤلات الآنفة الذكر، علماً أننا لا نستبق الحكم على عمل الاتحاد الجديد، ولكننا ننتظر توضيحاً وتفسيراً لجميع تلك التناقضات.