من جديد يعود انتشار فيروس كورونا ليكون الحدث الأبرز على الساحة المحلية، حيث أثبتت الوقائع وعدد الإصابات المتزايدة أن تحذيرات وزارة الصحة والفرق الاستشارية المعنية بمواجهة الوباء كانت في مكانها من حيث سرعة انتشار السلالة الجديدة من الفيروس وقوة أعراضها مقارنة بالسلالات السابقة.
وتحدث المعنيون بالشأن الصحي عن تسارع وتيرة انتشار الوباء أفقياً وعمودياً واللجوء الى التوسع في أقسام العزل في المشافي لصالح مرضى كورونا بعد امتلاء أقسامها وإشغال كل أقسام العناية المركزة بالمرضى، مع التحذير دوماً من تفشٍّ أوسع للوباء في حال عدم الالتزام والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية والتأكيد على ضرورة تحلي المواطنين بالوعي والمسؤولية والالتزام بالتعليمات الصحية، ومراجعة المشفى فور الشعور بأعراض المرض .
في المقابل ورغم كل ما ذكر يبدو أن نسبة قليلة من المواطنين اتخذت هذه التحذيرات على محمل الجد، فالتزمت بالإجراءات الوقائية المطلوبة فيما امتعض الكثيرون من تحذيرات الأطباء واعتبروها ضرباً من المبالغة أو نوعاً من التشاؤم وبث الرعب بينهم حسب الآراء التي عبروا عنها على مواقع التواصل الاجتماعي .
وعلى أرض الواقع يظهر الاستهتار واضحاً في اتباع تعليمات الوقاية من الفيروس بأشكال متعددة منها: عدم ارتداء الكمامة أو وضع العملة الورقية في الفم من قبل البعض أو خروج بعض من تبينت إصابتهم بالفيروس الى الأسواق والاختلاط بالناس ممن كانت الأعراض لديهم خفيفة أو غير واضحة وغير ذلك من أشكال العبث وعدم الشعور بالمسؤولية .
لاشك في أن وعي المواطن والتزامه بالاشتراطات الصحية وأسس السلامة العامة هما الوسيلة الأولى للوقاية ولابد من العمل من قبل كل الجهات المعنية على نشر الوعي بين المواطنين بخطورة الاستهتار في الوقاية من الفيروس، ومحاولة الوصول الى شتى شرائح المجتمع بالوسائل الممكنة سواء توزيع النشرات التوعوية أو عبر الإعلانات الطرقية أو الملصقات الجدارية، فضلاً عن تشديد الإجراءات الوقائية على المستوى المجتمعي وإلزام الجميع بتنفيذ التعليمات الوقائية الصحية ومحاسبة المخالفين لها ومساءلتهم ممن لايدركون حجم الضرر الذي يمكن أن يتسببوا به لغيرهم.
حديث الناس- هنادة سمير