من دمشق، المدينة المقدّ سة الطاهرة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ كان الفعل الحضاري والثقافي والإنساني، كانت دمشق ولاتزال أرض المحبة والسلام، أرض التاريخ المعبّد بالبطولات والانتصارات الحقيقية.
دمشق كما قال عنها الشاعر مظفر النواب مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابي، وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة، وإذا أضعت طريق الجامع الأموي، ستدلك عليه كنيسة السيدة.
دمشق التي تعني الاتساع الجغرافي والتاريخي والمعرفي لتشمل سورية كل بلاد الشام الطبيعية تحتفي هذه الأيام بعيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام، فتلك المدينة لن تعرف الانكسار يوماً، عشر سنين من الحرب الظالمة عليها تعود اليوم بأهلها وكنائسها ومساجدها لتقول للعالم أجمع .. هنا يعيد العالم تصحيح مساره، هنا تضمد الجروح، وتُزرع الابتسامات، وتضاء الأنوار والشموع.
وطني رغم الظروف الصعبة والجراح العميقة ينهض من خارطة الألم، في حلب ودرعا واللاذقية وطرطوس والسويداء، وكل بقعة سورية، يلمس كلّ سوري تعب العشر سنوات، لكنه في المقابل يدرك حجم العمل والرغبة في الاستمرار والعطاء ، يرى من يعبر شوارع العاصمة دمشق مقدار الأخوة والمحبة والتعاضد بين السوريين.
أليس من حق السوريين أن يحتفوا بكلّ عيد وكل مناسبة وهم أبناء الحياة ، الذين صمدوا وقاوموا وانتصروا فكان في كلّ بيت حكاية أسطورية بطلها شاب أو امرأة سورية .
نعم .. حين تصبح الأرض ممرعة بشقائق النعمان ومجبولة بدم القديسين ندرك أن هذه الأرض التي أشعلت ترابها شمعاً وقناديل نور ستبدد الظلام بخيوط الفجر وصباحات رجال الحق الكفلاء بكشف الحقيقة وصنع الانتصارات.
رغم الجراح … سورية ماضية إلى شروقها وإن غداً لناظره قريب.
رؤية- عمار النعمة