الثورة أون لاين -رويدة سليمان:
إنه الجلاء… الفرحة بنشوة الانتصار التي عاشها الشعب السوري في١٧نيسان عام ١٩٤٥،الفرحة بجلاء آخر جندي من المحتل،وتبقى المعاني العظيمة لملاحم الجلاء دروسا لنا وزادنا الثمين والثري لتحقيق ما تصبوا إليه الأجيال القادمة.
في رحاب الجلاء..لا تكل ذاكرة التاريخ عن سرد مواقف وصور ومعارك وبطولات مشرفة ونماذج رائعة في التضحية والوطنية والبسالة والشجاعة، في الساحل والداخل،في الجبل والسهل حتى تحقق الجلاء، ومن ميسلون احتفظ السوريون بحق النضال المسلح وظلوا أوفياء لدماء شهدائهم الأبرار.
يقص علينا التاريخ أن ميسلون ليست مجرد بيوتا وأشجارا، إنما ميسلون هي تاريخ ومجد وفخار، شهدت أعظم وأشرف معركة سجلها شعبنا العربي السوري بقيادة البطل يوسف العظمة في الرابع والعشرين من تموز لعام ١٩٢٠.
يقول المفكر ساطع الحصري في كتابه (معركة ميسلون) إذ يسألون”يوسف العظمة”كيف تقاتل الفرنسيين وأنت تعلم أنك لن تنتصر عليهم؟ويجيب بتصميم المقاتل:”أن نقاتل ونخسر المعركة خير من أن نسلم بلادنا دون قتال،تسليم البلاد لهم يعني شرعية وجودهم فيها أما مقاتلتهم فتعني أن البلاد لنا ولن نسكت على وجودهم فيها ويعني أن بلادنا لن تركع”.
وما زالت معارك الشرف والبطولة مستمرة وقد تألق الشعب السوري عطاء وبذلا وتضحية وبطولة في انتصاره على أعداء العلم والحضارة والحياة.
آلاف من الشهداء سقوا بالدم الزكي كل بقعة من سورية،ففي كل شارع من مدنها وفي كل درب من قراها ذكريات لبطولاتنا سيضمها التاريخ إلى سجل البطولات التي سطرها مقاتلونا الأبطال بأحرف من نور والتاريخ هو مواقف ،هو أحداث ،وملاحم خالدة ومعارك مشرفة.