ثالوث التبعية والعدوان..!!

ثورة أون لاين –  رئيس التحرير: عـــلي قــاســـــــم: كانت محاولة ساذجة لمسح الذاكرة.. تلك التي رأينا وسمعنا فصولاً هزلية منها في مؤتمر أعداء سورية الثاني، ولم تكن في السياسة فحسب، بل أيضاً في التاريخ ولم تسلم منها الجغرافيا كذلك. البعض يحلو له أن يسميها إعادة تموضع داخل المشهد المتغير، ووفق فرانس برس بحثاً عن طريق الخلاص، وآخرون أطلقوا عليها المحاولة الأخيرة لحفظ ماء الوجه.‏ مهما تعددت المسميات، وتغيرت التوصيفات، ثمة حقيقة يصعب على أي محاولة أن تمحوها أو تلغيها، بأن كل أولئك مارسوا عدوانهم على الشعب السوري.. بعضهم كان شريكاً مباشراً والبعض الآخر بالإنابة، وعاد «العربي» ليفصح عما هو مطلوب منه دون مواربة باستدعاء العدوان على سورية.‏ ثمة معضلة قانونية وأخلاقية وسياسية تجتمع في «رواد» المشهد، وإذا كنا قد سلمنا بأن الأخلاق بريئة منهم، والسياسة قد تطفّلوا عليها، فإن القانون يفرض مسؤولية يجب التوقف عندها.‏ فالدعوة الموثقة لتسليح الإرهابيين تستوجب المساءلة وفق القوانين الدولية التي حاربت الإرهاب وجرّمت من يدعمه.. فهل نسي الأميركيون والغربيون ما فعلت أيديهم، أم يريدون أن يعطبوا ذاكرة العالم؟!‏ وحديث الأمين العام للجامعة العربية عن الفصل السابع هو استدعاء فجّ وممجوج للعدوان، وهذا يرتب مسؤولية لا نعتقد أنها غفلت عن الدبلوماسي «العريق» وصاحب «الباع الطويل» في السياسة!!.‏

على كل، من المفهوم أن «كل إناء بما فيه ينضح» ومن المؤكد أن آخر ما في الجعبة الاستنبولية قد أفرغ من أفواه المجتمعين، فكان همّ اوركسترا التآمر أن يكتمل ثالوث التبعية والإرهاب.. ولن نضيف الكثير على اعترافات المؤتمرين وقد أسهبوا فيها إلى حدّ التخمة.. لكن ما غاب عن ذهنهم منذ البداية لم يكن بمقدورهم أن يتذكروه اليوم، وفيه من المرارة ما يكفي كي يصمتوا عنه، وأن يواربوا في النظر إليه!!‏

لتكن جردة حساب أولية.. نظرة سريعة على الحصيلة النهائية التي اقترفتها أيديهم بكل هذه الشناعة، والنتائج التي حصدوها.. ندرك أن ضمائرهم المؤجرة منذ زمن بعيد لن تعذبهم، ونعرف مسبقاً أن أحاسيسهم المرهفة حيال السوريين لن تتأذى ولن تتأثر، لأنها كاذبة وهم أكثر من يعرف ذلك.‏

المفارقة، أن عملية مسح الذاكرة التي يجيدون التظاهر في إتقانها هي التي فضحتهم وإذا أسعفت بعضهم، فإنها خانت البقية منهم!!‏

فكل ما جرى من إرهاب وسفك للدماء، يدرك الجميع أنه كان من تصنيعهم وإنتاجهم وإخراجهم.. وأيديهم الملطخة لاتزال توغل في الحقد والتجييش والتحريض ودعم الإرهاب لضرب كل جهد حقيقي.. وأول أهدافهم مهمة كوفي أنان.. إذ كيف يستوي البحث عن حلول سياسية في ظل هذا الهوس المتواصل في القتل والتخريب والدمار..؟! سؤال برسم المجتمع الدولي..‏

لا نعتقد أن في الأمر مفاجأة.. ولا هي خارج سياق المألوف عنهم اليوم، وكل يوم.. فتاريخهم شاهد، وذاكرة الشعوب لا تعمل بأمر عمليات أميركي أو غيره، وذاكرة الشعب السوري تحديداً تحتفظ بتفاصيل تآمرهم.. بخطواتهم، وكل ما فعلوه، وما قدموه للإرهابيين من دعم وتمويل وسلاح ما زالت كارثيته وحقد إرهابه ماثلة على الأرض السورية.‏

a-k-67@maktoob.com

 

المصدر: جريدة الثورة

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين