مخلفات الصرف الصحي في دمشق زادت عن المليون متر مكعب يومياً…لماذا طال انتظار تنفيذ المعالجة الثالثية لمياه محطة المعالجة بعدرا؟!

ثورة أون لاين-موسى الشماس: تزيد مخلفات الصرف الصحي في مدينة دمشق عن المليون و المئة ألف متر مكعب في اليوم الواحد تم توجيهها عبرمجرى الزبلطاني و عين ترما و الفوطة الشرفية وصولا لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة عدرا و التي يتم العمل فيها بطاقة استيعابية تصل إلى 423 ألف متر مكعب يوميا وهذه الكمية الضخمة ينشأ عنها على مدار الساعة روائح كريهة تملأ المنطقة خاصة أن المحطة تمتد على مساحة تقدر ب 64 هكتارا من أراضي مدينة عدرا ,

معالجة أولية و ثانوية فقط

وليت المشكلة تتوقف على ما تتركه مخلفات الصرف الصحي من روائح ( و هي المواد الناتجة عن المعالجة الأولية و الثانوية لمياه الصرف الصحي في محطة المعالجة بعدرا ) من آثار مؤذية بشكل كبير لسكان عدرا خاصة القاطنين حول ساحات تجفيف الحمأة و التي تمتد على مساحة 350 دونم فالأخطر من ذلك بكثير ما يقوم به المزارعين الذين تقع أراضيهم في مناطق متاخمة للمجرى الرئيسي لجريان مياه الصرف الصحي و هي في طريقها للوصول إلى محطة المعالجة أو الأراضي الواقعة في مناطق قريبة من فروع هذا المجرى من عمليات سقاية للمزروعات بتلك المياه الآسنة
و اذ تبلغ المسافة الكلية التي يقطعها المجرى حولي 25 كيلو متر , و لا يكترث هؤلاء المزارعين بأعمالهم تلك ما يتسببون به من نقل للأمراض الجرثومية و المواد السمية و الكيماوية المؤذية للصحة العامة و التي تنتقل تلقائيا للخضروات التي يتم تناولها فيما بعد بدون طهي كالخس و البقدونس و الكزبرة و الرشاد و البصل الأخضر و الملفوف و التي تكثر في هذه الايام…….

أعطونا مياه أفضل

و يتساءل المزارع عبد الرحمن طه ( لديه أرض في الغوطة الشرقية ) ماذا سأفعل بمعيشة ستة أولاد و أنا لا أملك أي مصدر للرزق سوى تلك الارض الصغيرة ( 2 دونم ) كيف سأتصرف في ظل عدم وجود مياه نقية صالحة للزراعة تؤمنها لنا الدولة , أنا أمام أحد حلين إما أن أجلس في البيت و أرفض سقاية مزروعاتي من مياه الصرف الصحي أو أن أقوم بذلك و طبعا الدوريات لا تتركنا نفعل ذلك على هوانا فمنذ شهرين تعرضت لمخالفة قانونية و كتبت تعهد بألا أفعل ذلك و لكنني عدت لأفعلها فلا وسيلة أخرى أمامي

و أكد المزارع محمود الخالد الذي يقوم هو الآخر بزراعة البقدونس و الخس و الفليفلة في المليحةأن ضابطة المياه في مؤسسة الصرف الصحي صادرت له مضخة مائية كان قد اقتطع ثمنها من قوت عائلته و ذلك بتاريخ 21 – 1- 20120 , و عندما تم سؤاله إذا ما كان يقوم بإطعام أفراد عائلته تلك من منتجات أرضه التي يسقيها من المياه الملوثة تلك سكت ؟؟ قليلا
و أضاف: كل الناس تأكل منها منذ زمن بعيد و لم يمت أحد , اذهب إلى سوق الهال و ستجد هذه المنتجات متواجدة بكثرة هناك و لذلك لن تكون سقايتي لأرضي بهذه المياه ذات تأثير يذكر , ؟؟؟
و أنهى الخالد حديثه بالقول كل المزارعين يفعلون ذلك , لست الأول و لا الأخير ؟

مياه المحطة للأشجار فقط

و المشكلة الثانية الهامة جدا فيما يتعلق بهذه القضية هو أنه حتى المياه الناتجة عن محطة عدرا و التي تتعرض لتنقية و معالجة أولية و ثانوية هي مياه لا تصلح لسقاية المزروعات التي يتم تناولها دون طهي , بل صالحة فقط لسقاية الأشجار المثمرة

إجراء معالجة ثالثية
رئيس محطة المعالجة بعدرا المهندس مهند كيالي ذكر أن مياه المحطة صالحة فقط للري المقيد (( الشجري )) .
و أضاف : هــــذا لا يعني أن مياه المحطة سيئة , فنتائجها ممتازة حيث يقومون بمعالجــة أوليــة و ثانوية للمياه وهم يطمحون فـــي المستقبل القريب بإجراء معالجة ثالثية تضاف للمعالجة الأولية و الثانوية التي يتم تطبيقها حاليا لتصبح في المحصلة المياه الناتجة قريبة مــن مياه الشرب و صالحـــة تماما لسقـايـــة كافــــة أنواع المزروعات سواء كانت شجريـــة أو خضروات بأنواعها يتم تناولــها دون الحـاجة لعمـليـــة طهــو
و أشار كيالي :إن مشروع المعالجـــــــة الثالثية الذي سيؤدي إلى مياه معالجة للري غير المقيد قيد الدراسة بشكل جدي و قد قامت الوزارة بالتنسيق مع شركة فرنسية لدراســــــة إعادة تأهيــــل المحطــــة بشـــــــكل كامل

رقابة من عدة جهات

و تطرق كيالي لأن المياه الناتجة عن المحطة تتم مراقبتها من قبل وزارة الري و كذلك من الهيئة العامة للطاقة الذرية للتأكد من دقة إجراء المعالجة الأولية و الثانوية , حيث ينتج عن مياه المحطة و التي تستقبل غزارة وسطية 360000 متر مكعب باليوم تتم معالجتها بطريقة الحمأة النشيطة ليتم بعدها توزيع مياه المحطة التي تمت معالجتها لري حوالي 18000 هكتار من الأراضي الزراعية في الغوطة الشرقية بالإضافة لإنتاج كهرباء من الغاز البيولوجي يتم استثماره في تشغيل المحطة
أما الحمأة المعالجة و الجافة فهي تستثمر كسماد للزراعة و كافة إنتاج المحطة يخضع للمراقبة المستمرة من خلال مخبر المحطة الذي يملك شهادة ضبط الجودة صادرة من هيئة الطاقة الذرية

الحمأة لا تجف في الشتاء

و أشار من جانب آخر إلى مشكلة الحمأة المنتشرة على مساحة 350 دونم خاصة في فصل الشتاء حيث يكون أن الحمأة خلال هذه المدة الزمنية لا تجف بسهولة و هـــــذا مــــا يزيد من حدة المسألة و صعوبة حلها رغم وجــود مساع حثيثة لحلــــها جذريـــا وســــيتم الإعلان عـــــن تنفيذ تجفيف الحمـــأة ميكانيكيا مع نهاية 2012
و تطرق كيالي إلى أهمية هذا المشروع في التخلص من الروائح و الحشرات خاصة البعوض و الذباب المنتشرة بكثرة

المزارع يحتاج لحل

و نوه لوجود ضابطة خاصة تراقب التجاوزات التي يقوم بها العديد من المزارعين حيث يتم مصادرة مضخات للمياه بصورة دائمة و لكن هذا الموضوع يحتاج إلى وعي , المزارع في نهاية المطاف يحتاج للماء فلماذا لا نجد حلول ناجعة له خاصة و إن مواسم الجفاف توالت علينا تباعا , و أنا على قناعة انه مهما تمت محاربة المزارع في تعديده على الخط الرئيسي لمياه الصرف الصحي فلن يتوقف عن اخذ الماء إلا إذا تم تأمين حلول بديلة و هذا أمر وارد التحقيق في ظل التكنولوجيا المتطورة التي وصل إليها العالم و بدأنا نقطف ثمارها حيث يمكن إنشاء محطات معالجة صغيرة على طول مجرى جريان المياه

دائرة التخطيط

المهندس ميلاد عبود رئيس دائرة التخطيط في المؤسسة العامة للصرف الصحي قال:تعتبر إعادة تدوير الحمأة باستعمالها في الزراعة من الخيارات الشائعة لما لها من فوائد في إعادة تدوير العناصر الغذائية و المادة العضوية التي تحتوي عليها الحمأة , كما أن المحتوى السمادي للحمأة و المادة العضوية هي مصدر لحفظ الطاقة و الحفاظ على خصوبة التربة , و لذلك تعتبر إعادة استعمال الحمأة في الزراعة من الطرق الناجعة للتخلص من الحمأة و آثارها السلبية الكبيرة على مدية عدرا و ذلك بأساليب ملائمة و بتكلفة منخفضة إضافة إلى أن بيع الحمأة المعالجة المنتجة في محطات المعالجة يحقق دخلا جيدا

محددات بيئية

و أضاف عبود أنه يوجد عدد من المحددات البيئية لإعادة استعمال الحمأة في الزراعة أبرزها العناصر المعدنية الثقيلة التي تعود بشكل رئيسي لمياه الصرف الصناعي , و توجد العناصر المعدنية الثقيلة في الحمأة بتركيز تفوق التركيز الموجودة في التربة و النباتات و بعض هذه العناصر ضروري لنمو النباتات و بعضها الآخر غير ضروري بل هو ضار للنباتات كالزرنيخ و الزئبق و الرصاص بل قد تؤدي إضافتها و تراكمها في التربة للانتقال إلى النبات مما يؤثر على صحة الإنسان و الحيوان
من هذا المنطلق فان معالجة مياه الصرف الصحي خاصة الصناعي قبل صرفها في شبكة الصرف الصحي من الطرائق الهامة في خفض تركيز العناصر المعدنية الثقيلة

الكائنات الممرضة

الدكتورة الكيميائية سلوى الشيخ علي أكدت أن انتقال الكائنات الممرضة مثل الأنواع البكتيرية و الطفيليات عبر مياه الصرف الصحي وصولا للنبات فالإنسان يمكن حدوثها بشكل كبير و خطير و مهدد للصحة العامة فيما لو تمت سقاية النباتات من مياه الصرف الصحي قبل معالجتها
و أضافت السيخ علي : تعتبر السالمونيلا من الجراثيم الشائعة الانتقال عبر هذه الوسائط الآسنة و كذلك بيوض ديدان الاسكاريس حيث تعلق على سيقان و أوراق النبات الأخضر و إذا غسل المستهلك تلك الخضروات دون نقع ببرمنغنات البوتاسيوم لربع ساعة أو على الأقل النقع بالخل و الملح لنصف ساعة فستنتقل تلك البيوض لأمعاء الإنسان و تنمو متحولة إلى ديدان يسميها الناس حيات البطن قد تصل لطول يتجاوز 25-35 سم تتسبب أحيانا بغلق القناة الصفراوية للكبد أو في التهاب الزائدة الدودية أو ……

التنقية الثالثية

و أكدت الشيخ علي من جانب آخر على أن انتقال العناصر المعدنية الثقيلة إلى الجسم يحمل معه مشاكل مرضية كبيرة فهي معادن تتصف بالسمية , خاصة تلك المياه القادمة من الدباغات و المنشات الصناعية و الكيميائية خاصة الدهانات حيث يمتصها النبات عندما تتم سقايته بتلك المياه, لتصل بدورها للإنسان فور تناولها
أما عن التنقية الثالثية فشددت الشيخ علي على وجود هذه المرحلة الهامة لتكون المياه صالحة لكل أنواع السقاية و الاستعمال المنزلي وحتى الوصول لتكون صالحة للشرب .

 

 

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة