يبدو أن النظام التركي الأردوغاني العثماني وصل أخيراً إلى القناعة بإفلاس مشروع “الإسلام السياسي” الذي تبناه كوسيلة للتدخل في الدول العربية وخاصة سورية من خلال دعمه اللامحدود للإرهاب وفتح حدوده أمام مرتزقته وسرقة الثروات ومحاولة اتباع سياسة التتريك.
من هنا نرى أردوغان يتخبط داخلياً وخارجياً جراء فشل سياساته العنصرية يلعب على وتر “المغازلة” لبعض الأنظمة العربية التي كان على عداء صارخ معها… هذا الانقلاب في الموقف التركي وما رافقه من انقلاب مواقف غالبية الدول التي نصبت العداء لسورية والتي جندت كل إمكانياتها لإسقاط الدولة السورية وتمرير مشاريعهم الاستعمارية جاء بعد أن وصلوا “مرغمين” إلى قناعة باستحالة هزيمة سورية ومحور المقاومة.. والفضل هنا لتضحيات الجيش العربي السوري وصمود الشعب السوري الذي سطر ملامح بطولية سيكتب عنها التاريخ طويلاً.
نظام أردوغان المنفصل عن الواقع بعد أن فشلت كافة مشاريعه وخططه وممارساته الإرهابية للنيل من سورية يأتي اليوم ليلعب بورقته الأخيرة من خلال قطع المياه عن ملايين السكان السوريين في مدينة الحسكة كوسيلة ضغط أخيرة.. حيث قام بقطع المياه من محطة علوك أكثر من 23 مرة متتالية بالتعاون مع مرتزقته وإرهابييه.
لم يكتف هذا النظام المجرم بذاك بل عمد إلى سرقة مخصصات سورية والعراق من مياه نهر الفرات لينخفض منسوبه بشكل خطير من 500 متر مكعب بالثانية إلى 200 متر مكعب بالثانية الأمر الذي شكل تهديداً حقيقياً للسكان على طول مجرى نهر الفرات في سورية والعراق… الأمر نفسه مارسته تركيا مع نهر الخابور الذي تعرض للجفاف التام بسبب سرقة حصة سورية من قبل هذا النظام العثماني المجرم..
المريب هنا أن المنظمات الدولية والإنسانية المعنية لم تحرك ساكناً رغم مناشدات سورية العديدة ورسائلها المكررة إلى مجلس الأمن ومنظماته للمطالبة بلجم النظام التركي ووقف انتهاكاته التي وصلت إلى مرحلة جرائم الحرب..
سورية تدرك أن المؤامرة أبعد من المنطقة.. وأن الأهداف المرسومة لها أقرب إلى الصين وموسكو ومحور المقاومة… إلا أن هذه المخططات والمشاريع تكسرت على صخرة الصمود السوري ومحور المقاومة..
سورية مستمرة بنضالها ومحاربتها للإرهاب العثماني والاخواني والإسرائيلي حتى تحقيق النصر والذي بات قريباً، وسيتوج قريباً من خلال اجراء الانتخابات الرئاسية والمشاركة الفاعلة بها من قبل شعب قاوم وصمد وانتصر… والذي سيرسم ملامح جديدة ليس على مستوى المنطقة… بل على مستوى العالم…
وما الاستدارات المعلنة وتغيير المواقف تجاه سورية والتسابق للحج إليها إلا اعتراف بهذا النصر الذي سجل بحروف سورية وعمد بدماء الشهداء الذي سيزهر ربيعاً أخضر.
شعبان أحمد