ظن المستوطنون الصهاينة يوماً أن تشريدهم للشعب الفلسطيني ومصادرة أملاكه وطرده من أرضه سيمكنهم من محو ذاكرة الفلسطينيين والعرب والعالم، وترسيخ اسم كيانهم الإسرائيلي بدل اسم فلسطين، وتوهموا، وهم يحتفلون كل عام بقيام كيانهم العنصري الغاصب، أنهم حققوا أوهامهم وأحلامهم، لكن إرادة الشعب الفلسطيني القوية وتشبثه بحقوقه وأرضه نسفت أجنداتهم تلك وجعلتها في مهب الريح.
واليوم يرى العالم كله صواريخ المقاومة الفلسطينية وهي ترعب المستوطنين القادمين من شتى بقاع الدنيا وترهبهم، وتصورهم الفضائيات وهم يهربون إلى الملاجئ، والخوف يملأ قلوبهم، وتنقل الشاشات أصوات صفارات الإنذار وهي تدوي في مطاراتهم ومستوطناتهم لتخبرهم بأن أصحاب الأرض قادمون ورصاصهم يدخل الهلع في نفوس الغزاة.
اليوم طائرات المقاومة الفلسطينية المسيرة تربك حسابات الصهاينة، وحسابات أميركا التي تقف خلف مشروعهم الاستعماري، داعمة ومؤازرة ومتسترة على جرائمهم وإرهابهم..
اليوم يقول الفلسطينيون كلمتهم الفصل، بأنهم لن يسمحوا لحملات التهويد الممنهجة بالمرور، لا بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ولا في سواه من الأحياء والمدن الفلسطينية.
اليوم تطول مئات الصواريخ الفلسطينية مركز الكيان الغاصب في تل أبيب، وتدك معاقل الشر في مستوطنات أسدود وعسقلان، وتجبر حكومة العدو على إغلاق المدارس وإيقاف رحلات الطيران من كل المطارات الإسرائيلية وإليها، وأولها مطار بن غوريون.
اليوم ترسم معادلة الردع الجديدة مشهداً مختلفاً جعل ملايين المستوطنين يختبئون في الملاجئ، وجعل مشروع القبة الحديدية أضحوكة للعالم، وهي القبة التي طبل لها الصهاينة والأميركيون كثيراً بعد أن فشلت بالتصدي لمئات الصواريخ التي أفلتت من راداراتها وأصابت الكيان بمقتل.
اليوم يؤكد المقاومون في فلسطين، وقبلهم في سورية، أن سياسات نشر الإرهاب والفوضى الهدامة واحتلال أراضي الآخرين وإدخال المتطرفين والمرتزقة إليها ليعيثوا فيها فساداً وقتلاً وإجراماً لن تمحو الحقوق من الذاكرة، ولن تمر من هنا مهما كلف الشعوب من تضحيات.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة