الثورة أون لاين- ميساء الجردي:
احتضنت جامعة دمشق اليوم الندوة العلمية الأولى المتعلقة بالتحول الرقمي في صناعة البناء والتشييد والتي تقام بالتعاون مع نقابة المهندسين تحت عنوان تكنولوجيا البيم بين الواقع والطموح.
وأكد المشاركون في الندوة أهمية التعاون العلمي والتطبيق في مجال التحول الرقمي، وكيفية وضع الخطط والبرامج لتبني البيم في سورية سواء في الجامعات أو في القطاعات الأخرى التي لها علاقة بالتشييد والبناء، وتناولوا دور الحكومة في تعديل القوانين والأنظمة التي تعيق الانتقال إلى مستويات متقدمة في الصناعية الإنشائية، وأهمية استحداث هيئة للبناء الرقمي، وتخصيص ميزانية بالتحول الرقمي في مجال البناء، مع تخصيص محور كامل للحديث حول دور الجامعات في إدخال البيم في المناهج الدراسية لكليات الهندسة بكافة الاختصاصات وتشجيع البحث العلمي في مجال البيم مع ضرورة مراجعة الخطط والمناهج للكليات الهندسية، والعمل على توحيدها بما يضمن إدراج البيم وربطه مع التقانات والنظم الأخرى التي تدرس في الجامعات.
بيَّن المهندس سهيل عبد اللطيف وزير الإشغال والتعمير راعي الندوة أن هذا اللقاء العلمي خطوة هامة في مجال التحول الرقمي في الدراسات الهندسية، إذ لابد من التعريف بهذه التقنية لكي يتحول الأمر من حيز المعرفة إلى حيز التنفيذ، لافتاً إلى أننا قد تأخرنا في تطبيق البيم، ولكن هناك توصيات لإشراك هذه التقنية في جميع خطط الإعمار القادمة، كما أنه من المهم تعليم هذه التقنيات في الجامعات السورية وخاصة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى لكي يحصل الطلبة على معلومات كافية في هذا المجال.
وفي كلمته أكد خضر الصالح أمين سر نقابة المهندسين أن الندوة هي ثمرة لمذكرة تفاهم بين جامعة دمشق والنقابة بهدف إغناء وتطوير المعارف العلمية بمختلف الاختصاصات وفقا للمستجدات العالمية في العصر الرقمي الذي بدأ يتغلغل وينتشر في عالمنا المتسارع، مبيناً ضرورة استعدادنا ليس فقط لاستخدام التقنيات الرقمية بل أيضا في تغيير نمط تفكيرنا نحو الصناعة الرقمية التي ستكون صديقة لكل المهندسين والمستثمرين والمستفيدين.
وتحدثت الدكتورة سونيا أحمد رئيسة لجنة الابتكار وتطبيق التقانات حول واقع البيم في الجامعات، وإن كان هناك مساحة لتدريسه وتعريف الطلبة به، مبينة وجود تطبيق للبرنامج في جامعة تشرين بشكل أفضل من الجامعات الأخرى، والحاجة لتأهيل الكوادر الطلابية في مجال البيم منذ السنة الأولى في الهندسات بشكل عام، مشيرة إلى وضع خطة للتعاون بين نقابة المهندسين من خلال لجنة الابتكار والجامعات والقطاع العام والخاص لتدريب المدرسين والطلاب على تطبيق تكنولوجيا البيم، وتشكيل فريق عمل مسؤوليته إعداد كتب خاصة بهندسة معلومات البناء، وإشمال هذه المعلومات في الخطط الدرسية الحالية.
وتحدث الدكتور عامر ماردني عضو لجنة الابتكار وتطبيق التقانات الحديثة البيم حول إنشاء اللجنة التي تعتبر خطوة رائدة في عالم التحول الرقمي، وأهمية هذه الندوة الحوارية كإعلام مهم وقوي، وأننا قادرون في سورية على الانطلاق في تكنولوجيا البيم، وخاصة أن الكوادر السورية هي التي تصدِّر هذه الإبداعات إلى الخارج.
وبين ماردني أن سورية كانت السباقة في افتتاح ماجستير البيم في جامعة دمشق نظام التعليم المفتوح، وهي خطوة لم يسبقها إليها أحد في الشرق الأوسط كجامعات، كما أن إحداث اللجنة تم بدعم حكومي من الجهات المعنية.. لافتا إلى وجود خطط مقترحة لتطوير البيم في سورية وخاصة بعد أن انتهت الجهات المعنية من الدراسات التحليلية للجامعات السورية وللشركة العامة للدراسات ضمن مجهود استمر 4 سنوات وخروج لجنة الابتكار إلى النور في العام الفائت أصبح هناك إمكانية كبيرة لتطبيق تكنولوجيا البيم في سورية وبإمكانيات كبيرة لكوننا نملك الكوادر البشرية والبنى التحتية المشجعة على ذلك.
المشاركون عرضوا نماذج عن مشاريع نفذت ضمن هذا الإطار منها إنشاء المبنى التجاري متعدد الاستخدامات في حماة، والذي تم تبنيه، وتطبيق خدمة البيم فيه بشكل كبير، ومشروع ماروتاسيتي الذي نفذته محافظة دمشق، ضمن رؤية اقتصادية متكاملة لكونها تؤدي إلى توفير في تكاليف البناء والمشاريع بنسبة 33% ويوفر من الهدر بقيمة 13% مهما كان نوع المشروع