الثورة أون لاين- أحمد حمادة:
إنها ذكرى التضحية والفداء، ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية البرلمان السوري من قصف المستعمر الفرنسي وبطشه في التاسع والعشرين من أيار 1945، ومن أجل سيادة بلدهم وصون حريته وكرامته، إنها الذكرى تطل صباح اليوم في وقت يرفض فيه المستعمرون الخروج من جلدهم الاحتلالي البغيض.
فالمستعمرون من منظومة العدوان بقيادة أميركا وفرنسا وبريطانيا وأدواتهم في العالم والمنطقة يشنون منذ عقد من الزمن حرباً عدوانية ووحشية على سورية، ويحاصرون شعبها ويقصفونه بكل الأسلحة المحرمة دولياً، وقد جلبوا معهم كل إرهابيي الأرض ومرتزقتها.
أما فرنسا الاستعمارية، التي فعلت كل الجرائم بحق السوريين، فتحشر نفسها بالشؤون الداخلية السورية وبالانتخابات وكأنها الوصية على الشعب السوري، والمتحدث باسم حكومتها يجتر بيانات الانتداب والاستعمار ذاتها، فيشكك بشرعية الانتخابات وقانونيتها، ويطالب بمطالب لا تصرف في قواميس السوريين.
في الذكرى اليوم نستذكر أيضاً سيرة أولئك الأبطال الذين صمموا على صون حرية بلدهم واستقلاله، وعلى تحقيق مسيرة الجلاء بكل معانيها الشامخة وأبعادها التحررية.
ونستذكر شهداءنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن وطنهم وعلمهم وكرامتهم أمام مبنى البرلمان وداخل قبته.. نستذكر كل أيام النصر على المحتل الفرنسي ونحن نعيش أيام النصر على كل المحتلين الأميركيين والأتراك ومرتزقتهم الذين جاؤوا منذ عشر سنوات عجاف بذريعة الحفاظ على حقوق الإنسان ومساعدة السوريين، وإذ بهم يقتلونهم ويحاصرونهم ويجوعون أبناءهم، تماماً كما فعلوا زمن الاستعمار ومخططات سايكس بيكو باسم الانتداب وذرائع مساعدة الشعوب على النهوض والاستقلال.
منذ أكثر من سبعة عقود ونيف وقف السوريون يدافعون عن أرضهم ووجودهم وسيادتهم ضد المستعمر الفرنسي، ووقفت حامية برلمانهم وقفة عز وبطولة في وجه هذا الغاصب المستعمر، وضحى عناصرها بأرواحهم دفاعاً عن وطنهم وكرامتهم وعلمهم السوري، ورفضوا أداء التحية للعلم الفرنسي وكل رموزه وأدواته وجنوده، فانتصروا على الغزاة وساروا على درب شهداء ميسلون، وها هم الأبناء والأحفاد اليوم يخطون دروب النصر والتحرير والكرامة على خطا أجدادهم الأبطال