الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
أعرب العديد من المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم بشأن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وكانوا في كثير من الأحيان يلمحون إلى الدعوة الصريحة – إلى مواجهة عسكرية مع الصين، وأنه يجب على الولايات المتحدة التركيز على ردع الصين عسكريا ومنع تقدمها على أميركا، لأن التحدي الذي تشكله الصين حقيقي للغاية على حد قول الكثير من الساسة الأمريكيين الذين مازالوا يرددون عبارة واحدة وهي كيف نتعامل مع الصين؟، ليكون رد اليمين السياسي الأمريكي على هذه المنافسة و التحدي كعادته، هو التهديد بالمواجهة ورصد المزيد من الأموال للبنتاغون.
الزعيم الجمهوري ميتش ماكونيل (R-KY) حث الرئيس الأميركي جو بايدن لبذل المزيد من الجهود لمواجهة الصين، وحذره من قطع أو تجميد الميزانية العسكرية، وكتب توماس سبوير، وهو جنرال متقاعد بالجيش ومدير مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة التراث يقول: “يجب على بايدن تعزيز ميزانية 2022 لمواجهة الصين”، أما السيناتور توم كوتون (جمهوري من ولاية أريزونا)، فقد وضع هدفًا ينذر بالسوء لتدمير الصينيين، قائلاً: “نحن بحاجة إلى هزيمة هذه الإمبراطورية وإلقاء الصينيين في ركام التاريخ”.
وخلال جلسة استماع خاصة للكونغرس، أوضح وزير الدفاع لويد أوستن قائلاً: “الصين تمثل أهم تهديد للولايات المتحدة لأنها في طريقها إلى القمة”، وأضاف الوزير أن بكين هي الآن أكبر تهديد اقتصادي وتكنولوجي وحتى عسكري، في وقت يطالب البنتاغون بتمويل قدره 4.7 مليار دولار لبناء الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
أما نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس فأوضحت في منتدى أسبن بأن”بكين لديها القدرة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية لمنافسة الولايات المتحدة وحتى التقدم عليها”، وحثت هيكس على فتح قنوات اتصال دبلوماسية مع الصين. وأضافت: “نتوقع أن يعمل الجيش الأمريكي في كثير من الأحيان كلاعب داعم للأدوات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها”، من الواضح أن هذا يختلف تمامًا عن “إلقاء الصين في كومة رماد التاريخ” كما يقول البعض.
وبالفعل، هناك العديد من المجالات الواعدة للتعاون الأمريكي الصيني المحتمل بما في ذلك التجارة – حيث تظل الصين أكبر شريك تجاري لنا – تغير المناخ، وتبادل الطلاب.
إن بناء المزيد من الأسلحة النووية وتعزيز القوات الأمريكية في آسيا ليس هو الحل، بالتأكيد، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على قوة ردع قوية ضد الصين في تايوان وبحر الصين الجنوبي، لكن المواجهة العسكرية بين هاتين القوتين العظميين خطيرة على كلا البلدين والعالم، ويمكن أن تؤدي إلى حرب نووية.
وستسعى الصين دائمًا إلى أن تكون مهيمنة عسكريًا بالقرب من شواطئها، هذه ضرورات الجغرافيا، ولن ينجح حشد عسكري أمريكي ضخم في المنطقة لكسب حرب لا يمكن الانتصار فيها ومن شأنها أن تدمر الاقتصاد العالمي.
يقول آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: ” بدلاً من الهيمنة على الصين، ينبغي على الولايات المتحدة أن تبحث عن طرق لتغيير حساباتها بحيث تدرك أن المواجهة مع الصين ليست في مصلحتها”.
ويقول بيرنز: القوة العسكرية ليست أداة السياسة الخارجية الوحيدة في صندوق الأدوات، هناك خيارات أخرى: تثقيف القوى العاملة لدينا، وتحسين البنية التحتية للولايات المتحدة – وخاصة الموانئ والطرق والاتصالات السلكية واللاسلكية – وجذب ألمع العقول في العالم، وحماية الملكية الفكرية وقواعد التجارة العالمية، وزيادة الأبحاث التي تمولها الحكومة باطراد حتى يتمكن رواد الأعمال الأمريكيون من تحويل معظم الأفكار الجديدة الواعدة في الشركات الناشئة.
وأوضح رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس أنه أفضل رد على الصين هو ترتيب البيت الداخلي للولايات المتحدة من بعض النواحي، وبحسب هاس قد لا تكون الأداة الأكثر فاعلية تجاه الصين هي عدد السفن الحربية التي تمتلكها أمريكا في بحر الصين الجنوبي، قد يكون الأمر يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة متحدة سياسياً وما إذا كانت قادرة على منافسة الصين اقتصاديًا.
المصدر: ناشونال انتريست
