الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
نجاح الاستحقاق الرئاسي في سورية والذي أفضى إلى تجديد الثقة بالسيد الرئيس بشار الأسد وبخياراته وبتحالفاته الاستراتيجية جعل الإدارة الأميركية والعدو الإسرائيلي يدركان أن انتصار سورية سيؤدي حتماً إلى انحسار النفوذ الأميركي الإسرائيلي وهو ما قد يؤدي إلى انقلاب الصورة لمصلحة الإطاحة بكل أشكال التطبيع الرخيصة والاتفاقات المذلة مع العدو الإسرائيلي وهذا ما يمنح سورية استعادة دورها في المنطقة.
لذلك ليس من المستغرب أن تطلق الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها تصريحات غير مسؤولة عن عدم أحقية سورية بالجولان المحتل وأنه أرض إسرائيلية.
إن هذه التصريحات تدخل في إطار الدعم الأمريكي المتواصل للكيان الإسرائيلي وعدوانه المستمر، خاصة أنها تزامنت مع عدوان إسرائيلي جديد استهدف سيادة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وقد جاء ذلك بعد أن أطلق «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» تقريره النصف سنوي الذي تضمن مجموعة نقاط رفعت لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كتوصية بما يخص سورية يحذر من مغبة عودة العلاقات بين سورية والدول العربية أو الإقدام على سحب القوات الأميركية من سورية لأن في ذلك اعترافا واضحا بفشل المشروع الأميركي فيها وفي المنطقة.
تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جاء تحت عنوان: «التداعيات السياسية لتطبيع الدول العربية مع سورية» والذي يعبر عن آراء فريق أميركي يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في سورية متجاهلاً خروج ملايين السوريين للتعبير عن نصر مبين حققه السوريون بتصميمهم على إيلاء ثقتهم المطلقة للرئيس الأسد.
التقرير الأميركي رفض الاعتراف بفشل المشروع الأميركي في سورية، ودعا الإدارة الأميركية إلى عدم الانشغال بالتنافس الأميركي الصيني على حساب وجودها في سورية، محذراً من أي تقارب عربي مع سورية لأن مثل هذا التقارب سيضر بالمصالح الأميركية في سورية والمنطقة كما وأنه يُقر أن هنالك حلفاً إقليمياً نشأ بقوة من البوابة السورية يتمثل بإيران وعلاقتها بمحور المقاومة في كل من العراق وفلسطين ولبنان من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى لأن دعم تلك الدول لسورية سيجعل من النفوذ السوري في المنطقة أقوى من ذي قبل وأن هذا النفوذ القوي سيغير الكثير من معايير وقواعد المشهد إقليمياً ودولياً.
ويضيف التقرير بأنه إذا ما عاد النفوذ السوري بقوة فإنه ومن دون شك سيؤثر على الكيان الإسرائيلي وسيحرج المطبعين خصوصاً من خلال ضغط داخلي تبلورت ملامحه بأحداث فلسطين الأخيرة ويهدد أمن اتفاقيات التطبيع.
الجدير ذكره أن معهد واشنطن هو معهد بحث أميركي تأسس في 1985 من قبل لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصاراً «أيباك» والهدف من تأسيسه كان دعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث وأن «أيباك» كانت المؤسسة الأم للمعهد حيث أن مديره المؤسس هو مارتن إنديك.
لقد أكدت وتؤكد سورية وفق بيان خارجيتها بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وهذا ما أكدت عليه الشرعية الدولية برفضها قرار الضم الإسرائيلي الباطل للجولان، وما قرار الإدارة الأمريكية السابقة بالاعتراف بهذا الضم إلا مؤشر إضافي على انتهاك الولايات المتحدة السافر للشرعية الدولية وقراراتها ومواثيقها، مما يؤكد أنها باتت دولة مارقة خارجة عن القانون الدولي.
لقد بات جلياً للعالم أجمع أن الكيان الإسرائيلي الغاصب وسياسة التوسع والعدوان التي تحكمه هما السبب الرئيس في التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة وأن هذا الكيان يشكل تهديداً جدياً للأمن الإقليمي والدولي، في حين أن مقاومة سورية لهذا العدوان وكفاحها لاستعادة أراضيها المحتلة في الجولان بكل السبل المتاحة هو حق مشروع كفلته كافة الشرائع والمواثيق الدولية ولن تستطيع ترهات المسؤولين الأمريكيين المس بهذا الحق أو التأثير على إصرار سورية على التمسك بحقوقها المشروعة.
