الثورة أون لاين- ترجمة غادة سلامة:
حذرت بكين الناتو من المبالغة في تقدير التهديد القادم من الصين و”خلق مواجهة مصطنعة” بعد أن حث الرئيس الأمريكي جو بايدن حلفاء واشنطن الأوروبيين على الوقوف في وجه القوة الآسيوية، حيث اتخذ قادة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) موقفا ظالما تجاه بكين يوم الاثنين، متهمين إياها بتهديد النظام الدولي من خلال بناء ترسانة نووية وقدرات في الفضاء والحرب الإلكترونية.
وردت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي على هذا الاتهام، داعية الناتو إلى “النظر إلى التطور العلمي الصيني بعقلانية”، وقالت البعثة إن الناتو بحاجة إلى “التوقف عن المبالغة في الأشكال المختلفة لـ” نظرية التهديد الصيني” وعدم استخدام المصالح المشروعة للصين وحقوقها القانونية كذريعة للتلاعب بسياسات المجموعة وخلق المواجهات بشكل مصطنع.” ووصفت الاتهامات بأنها “افتراء على التنمية السلمية للصين، وسوء تقدير للوضع الدولي ودورها، واستمرار لعقلية الحرب الباردة .
وأكد رئيس الناتو مجددًا على مخاوف المجموعة المستمرة من صين أقوى، وأصر على أنه على الرغم من أن بكين ليست عدوًا، يجب على الحلف التكيف مع قوتها الصاعدة. وقالت البعثة الصينية: “لن نشكل” تحديًا منهجيًا ” لأي شخص ، ولكن إذا أراد أي شخص أن يشكل تحديًا منهجيًا لنا ، فلن نظل غير مبالين”. جاء هذا التبادل بعد يوم من تبني قادة مجموعة السبع موقفا معاديا لبكين في بيانهم الختامي، وكرروا مزاعمهم بشأن مجموعة من القضايا الخلافية.
كما أشار البيان إلى أن الصين كانت تزعج “السلام والاستقرار” في مضيق تايوان، وهو ممر مائي يخضع لحراسة مشددة يفصل بين الصين وتايبيه الصينية، حيث تتمتع الصين بالسيادة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي بموجب “سياسة الصين الواحدة” المعترف بها دوليًا. بالإضافة إلى ذلك اتهمت مجموعة السبع الصين زورا باتباع سياسات توسعية وإعاقة حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.
واتهمت السفارة الصينية في لندن مجموعة السبع بـ “التلاعب السياسي”، قائلة إن المجموعة شوهت الحقائق وكشفت “النوايا الشريرة لبعض الدول مثل الولايات المتحدة”. وبعد الضغط على قادة مجموعة السبع لاتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة الصين، قال بايدن في نهاية القمة إن إدارته ستتعامل مع الصين بطريقة مباشرة، ما حدا ببكين لانتقاد البيان ووصفته بأنه تدخل فاضح في الشؤون الصينية.
وقد توترت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بشدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ، الذي اعتبر صعود الصين تهديدًا للولايات المتحدة. وكانت بكين تأمل في تحسن العلاقات في ظل إدارة بايدن، لكن الرئيس الجديد لم يُظهر حتى الآن أي علامة على التراجع عن السياسات المتشددة تجاه بكين. حتى أن الرئيس بايدن قد حث حلفاءه الديمقراطيين في الكونغرس على تشديد موقفهم من الصين.
هذا ونددت بكين بسياسة واشنطن العدوانية، وحذرت قادة مجموعة السبع من أن الأيام التي تقرر فيها مجموعة صغيرة من الدول مصير العالم قد ولت منذ زمن بعيد، وقال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن “لقد ولت الأيام التي كانت مجموعة صغيرة من الدول تملي فيها القرارات العالمية”. وأضاف “نعتقد دائما أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، هي متساوية، وأنه ينبغي التعامل مع الشؤون العالمية من خلال التشاور بين جميع البلدان”.
وبحثت مجموعة السبع، التي اجتمع قادتها في كورنويل، جنوب غرب بريطانيا، الصعود الاقتصادي والعسكري المذهل للصين على مدار الأربعين عاما الماضية، .وقال مصدر دبلوماسي إن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قاد مناقشة لمجموعة السبع بشأن الصين.
وتخطط مجموعة السبع لتزويد الدول النامية بخطة بنية تحتية يمكنها أن تنافس مبادرة الحزام والطريق – الصينية التي تبلغ ميزانيتها عدة تريليونات من الدولارات.
وقال بايدن إنه يريد أن تكون خطة إعادة بناء عالم أفضل (B3W) المدعومة من الولايات المتحدة بديلا عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
وردت بكين مرارا وتكرارا على ما تعتبره محاولات من جانب القوى الغربية لاحتواء الصين، وقالت إن العديد من القوى الكبرى لا تزال تفكر بعقلية إمبراطورية عفا عليها الزمن.
المصدر ذي أتلانتيك