الثورة أون لاين – غصون سليمان:
من الصعب ان تختفي تلك الصورة من الاذهان، أو تغادر تلك اللحظة مساحات الوعي الصغيرة والكبيرة ،يوم رصدت كاميرات التتبع المختلفة ، الفضاء الجغرافي لسورية الوطن والإنسان من كل حدب وصوب حيث كانت خرائط “غوغل” المحلية والعالمية بكل ثقلها توثق في السادس والعشرين من أيار الفائت وقبله في العشرين منه صمود شعب اسطوري قال كلمته امام الملأ وهو ينتخب وطنا وقائدا مؤتمنا على مصالح الشعب والأمة .
أيام شكلت منعطفا وتحولا ربما جذريا في صورة التعاطي الذهنية مع الواقع السوري الذي فرض إيقاعه الوطني بدرجة امتياز خاصة في عقول الناشئة من الأطفال واليافعين والشباب الذين عاشوا لحظات وايام الفرح عن قرب ضمن بيئة سورية مفعمة بالتحدي والصمود ،مرسخة معنى الكرامة الوطنية ،وخصوصية رفع العلم العربي السوري بأيدي أطفالنا وشبابنا وجنودنا ماجعل مشهدية الصورة الحاضرة في عقول وأذهان اطفالنا على وجه التحديد لاسيما في ظروف السنوات العشر من الحرب العدوانية المتوحشة على بلدنا، تغني عن مئات الحصص الدرسية وإرشادات الأسرة حول التربية الوطنية وكيف نجسدها قولا وفعلا وسلوكا ،حيث
كانت الانتخابات الرئاسية الدستورية في السادس والعشرين من شهر ايار لعام ٢٠٢١ بمثابة معركة حقيقية على المستوى المادي والمعنوي، والمعرفي ،والثقافي والسياسي ،والأمني ، للدفاع عن الشرعية والسيادة الوطنية ورغبات وأماني الشعب السوري الحريص على مصالحه من خلال القرار الوطني المستقل.. الذي عمل على اختطافه واغتصابه اعداء الوطن بكل تقنيات اللصوصية العالمية المحترفة في هذا المجال،لكن ذكاءهم الصنعي كان خارج حسابات خطة الوهم ،لطالما ميزان إرادة الشعب العربي السوري كان هو الاثقل في معيار الوطن والمواطنة الحقة المنتمية الى حقائق الجغرافية والتاريخ وجذور المعرفة التي يتسم بها إنساننا السوري على مر العصور .
لقد كانت الانتخابات التي جرت في ظل الدستور الحالي وهو يضاهي أفضل الدساتير في العالم، نقطة التحول الكبرى في بناء المجتمع السوري الذي استقطب عيون الغرب والشرق ليسأل السؤال المحير ،كيف لهذا الشعب أن ينهض من بين الركام وهو المحاصر والملاحق بكل بدع أدوات الإرهاب والإجرام؟
كيف له ان يصمد ويقاوم وقد تقطعت أوصال وشرايين الإمداد والبنى التحتية التي استهدفها العدوان المتوحش بكل حقد وضغينة.. اسئلة كثيرة ضاقت بها وسائل العرض والتناقل المعروفة والمخترعة ،لأن ضمير الانسان السوري بدٌد أحلامهم وسوادهم، وقضٌ مضاجعهم رغم وقوفه على حواف الصعاب المعقدة والمخاطر المحدقة ،حيث بوصلته قبلة وطن يحتاج طاقات الوعي والإيمان والانتماء لذاك التراب المقدس المجبول بطهر دماء الشهداء والجرحى وصبر ووجع الأمهات في كل شبر من مساحة الوطن ..
عين على القادم من الأيام وقد بات وشيكا ..لنقسم على المحبة شعبا وقائدا بأن الوطن يعلو ولايعلى عليه.. ومفاتيح أبواب النصر بأيدي السوريين.