الثورة – ناصر منذر:
أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، أن سوريا مهمة جداً، وما تفعله الوكالة هناك مهم جداً أيضاً، لافتاً إلى أنه يخطط لزيارة سوريا مرة أخرى، مشيداً بمسار التعاون الجديد بين الجانبين.
وقال غروسي في مؤتمر صحفي خلال افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا اليوم، ونقلته قناة العربية/الحدث: حصلنا على وصول فوري وغير مقيّد إلى المواقع المرتبطة بتوضيح الأنشطة النووية السابقة في سوريا، وخص بالذكر منشأة “مدار سلطان” في دير الزور، كاشفاً أن هذه المنشأة مهمة جداً، حيث كان يجري داخلها صناعة للوقود واليورانيوم، مضيفاً:” استطعنا أن نذهب إلى هناك، ونستأنف مساراً دقيقاً وشاملاً لنشاط تلك المنشأة، وهذا سيكون مساعداً جداً فيما يخص النشاطات التي كانت تحدث هناك، وبناء على ذلك سنرى ما هي الخطوات المقبلة بهذا الشأن”.
وأضاف:” نخن نخطط للذهاب إلى سوريا مرة أخرى، وهذا ما توافقت عليه مع الرئيس أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، من أجل استئناف التحقيقات بما يخص المنشأة في دير الزور”.
وأشار غروسي إلى أن الخطوات التي قامت بها الوكالة بالاشتراك مع سوريا في الآونة الأخيرة، تمثّل انطلاقة جديدة في مسار التعاون بين الجانبين، معرباً عن تطلعه إلى التعاون قدماً مع الحكومة السورية وتقديم مساعدات ملموسة للشعب السّوري.
وفي السياق ذاته، نقل موقع الوكالة الإلكتروني عن غروسي قوله خلال المؤتمر: حصلنا على وصول فوري وغير مقيّد إلى المواقع المرتبطة بتوضيح الأنشطة النووية السابقة في سوريا، لافتاً إلى أن هذه خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية وبناء الثقة المتبادلة.
وبيّن غروسي أن اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس الشرع أثمر عن توقيع اتفاقيات جديدة ضمن مبادرتي “الذرة من أجل الغذاء” و”أشعة الأمل”، ما سيسهم في تعزيز التعاون التقني والإنساني بين سوريا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولاسيما في مجال تعزيز الزراعة والتغذية وإمكانية الوصول إلى تشخيص وعلاج السرطان.
وفي الرابع من الشهر الحالي، التقى الرئيس الشرع والوزير الشيباني غروسي في العاصمة دمشق.
وعقب اللقاء، قال غروسي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأميركية: “سوريا ستمنح المفتشين إمكانية الوصول الفوري إلى المواقع النووية السابقة المشتبه بها”، مشيراً إلى أن هدف الوكالة هو “توضيح بعض الأنشطة التي جرت في الماضي، والتي يعتقد أنها ربما كانت مرتبطة بالأسلحة النووية”، معرباً عن أمله بالانتهاء من عملية التفتيش خلال أشهر.
وأوضح غروسي أن المفتشين الدوليين يعتزمون العودة إلى مفاعل دير الزور، إضافة إلى ثلاثة مواقع أخرى ذات صلة، قائلاً: “على الرغم من عدم وجود مؤشرات على وجود انبعاثات إشعاعية من المواقع، فإن الوكالة تشعر بالقلق من أن اليورانيوم المخصب قد يكون موجوداً في مكان ما ويمكن إعادة استخدامه أو تهريبه أو الاتجار به”.
وبالتزامن مع زيارة غروسي إلى دمشق، وقع الوزير الشيباني مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مذكرة تفاهم بين سوريا والوكالة، تضمنت التعاون في مجال أمن الغذاء ومكافحة السرطان، من خلال مبادرتَي “الذرة من أجل الغذاء” و”أشعة الأمل” التابعتين للوكالة.
وجاء توقيع المذكرة في إطار انفتاح سوريا على التعاون مع المجتمع الدولي في مختلف المجالات.
يشار إلى أن القيادة الجديدة، أكدت مراراً على استعداد سوريا للتعاون الكامل مع المجتمع الدولي، وكافة المنظمات الدولية، وتقديم كل التسهيلات الممكنة، لحل العديد من القضايا العالقة مع تلك المنظمات، والتي تسببت بها سياسات النظام المخلوع، والذي أوصد الأبواب أمام أي حوارات أو مبادرات هادفة لإيجاد حلول لتلك القضايا، لاسيما ما يخص الوكالة الدولة للطاقة الذرية، ومنظمة الأسلحة الكيميائية.