الملحق الثقافي:عيسى اسكندر علي :
نظر سليمان إلى جثمان رفيقه، وكان دمهُ قد كتبَ أحرفاً مبهمةً ثم جفّ. سأل نفسه: هل سأموت بعد قليل؟.. ما المشكلة طالما نحن جميعاً سنموت في النهاية.. لكن، لِمَ أنا هنا، أليس هذا حلماً؟.. ما الدليل على أنني حقيقي؟..
حسناً، إن كان ذلك حلماً، فلماذا أموتُ ولا أستيقظ؟. من يدري؟!! ربما هي اليقظة..
تحسّسَ دمهُ النازف من فخذهِ، ثمّ نظر إلى بقعة الدمِ أسفل قدميه.. أغمض عينيه وتذكّر، لطالما أحبَّ اللون الأحمر، كم أحبّ التفاح الأحمر والفريز عندما كان صغيراً.. حتى فساتين سعاد الحمراء أيضاً، وأول وردة أهداها لها كانت حمراء. إنه العبور.. أه، لقد اكتشفَ شيئاً مهمّاً. إنه لون العبور العظيم.. رمزُ العبورِ إلى مرحلةٍ جديدة.
تحسّسَ دمه النازف ثانية وتساءل: إن كنتُ أموت، فلماذا أشعر بنشوةٍ وسعادةٍ؟!..
جرحُ الطلقات النازف حارقٌ ومؤلم، لكنّ ألمه أسطوريّ وممتع. إنه غريب..
لماذا يموت الجريحُ متألِّماً تارةً، ومبتسماً تارة أخرى؟!!..
شعر بنشوةٍ غريبةٍ كمن تناول جرعة مخدِّر، تساءل مجدّداً: من هذا القابع في الأسفل؟!. أليس جسدي؟!.. لماذا أنا خارجه؟!. هل أصبحتُ ميّتاً؟!.
سمع صوتاً غريباً وجميلاً: صح النوم يا سليمان، لمْ تُطِل غفوتك؟!.
– هل كنتُ نائماً؟.
– نعم، كنتَ نائماً؟!!.
– كم مزعجٌ هو النوم..
– هو تجربةٌ لتشعر بجمالِ اليقظة..
التاريخ: الثلاثاء13-7-2021
رقم العدد :1054