الثورة أون لاين _ علاء الدين محمد:
عقدت ندوة تكريمية في ثقافي أبو رمانة للاحتفاء بالتجربة الإبداعية للشاعر جميل حداد التي شارك فيها كل من الشعراء الدكتور علي سليمان والشاعر محمد حديفي و الدكتور جهاد بكفلوني و الدكتور فايز الصايغ .. بحضور واسع من النخب الثقافية والسياسية والدينية .
الشاعر علي سليمان بدأ الندوة قائلاً: إنها مناسبة جيدة لنلتقي ونحتفل بأحد الأعلام الذي نعتز به ونتكلم عن تجربته الشعرية بمشاركة عدد من الأدباء والشعراء..وعن صاحب تلك التجربة وشاعرها وصانعها ..حيث عرفنا الشاعر في مواقع متعددة من المسؤولية وعرفناه صديقاً وشاعراً فكان الشاعر الإنسان في كل الظروف والمواقع التي لم يتبدل بتبدلاتها ..وأهم ما يميز تجربته الشعرية .
أنها تعبر تعبيراً صادقاً عن صاحبها إلى درجة التماهي، تحمل صفاته ومزاياه وقيمه ومثله ورؤيته للحياة وما حوله
تتميز ببعدها الإنساني لأنها تحمل طاقة التسامح والمحبة التي يتصف بها الشاعر.
تتصف بأنها مزيج من الشعر الوجداني وشعر المناسبات وشعر التأليف ..والشاعر يؤرخ لشخصيات وأصدقاء وأحداث ومناسبات وطنية يمكن أن تنسى مع مرور الزمن (أحياها وحفظها بشعره )
إنها وليدة مخيلة شاعر في الثمانين من عمره عندما تضعف المخيلة ..فهي ظاهرة فريدة
الحامل لموهبة الوفاء للشعر . للأهل للأصدقاء وللوطن وللقضايا العادلة ..حتى نكاد نطلق على أعماله (معجم الوفاء)…
بينما الشاعر محمد حديفة …تحدث عن جميل حداد الإنسان ومعرفته به منذ ٤ عقود …وتساءل هل ستكون تلك الندوة مؤطرة بوقت وزمن قصير للإلمام بهذا الرجل المتعدد …ذكر محاسنه وبساطة حياته الريفية الصعبة مع عائلة كبيرة في منزل بسيط وحبه لعمل الخير وتقديم العون لمن يحتاجه..وتبوأ مهام عديدة في زمن السبعينيات فقد عمل محافظاً لمحافظة إدلب وعمل في عدة مواقع إدارية في وزارة التربية وعين وزيراً للزراعة ..فكان مثالاً للصدق والأمانة في كل موقع عمل فيه ..أحب الناس وأحبته ….
وبدوره الشاعر محمد حسن العلي ..عبر عن اعتزازه بتلك المشاركة في حضرة تلك القامات الكبيرة ..تحدث عن معنى الشعر بأنه كلام نابع من الذات والوجدان والإحساس الداخلي للإنسان وإطلاق الخيال إلى الفضاءات الواسعة وهو الحامل الفكري للشاعر وفلسفته الخاصة وقضايا الوطن والحب والإنسان …وقال إن الشعر الذي لا يهزك عند سماعه ليس جديراً أن يقال عنه شعر ..تحدث عن دواوين الشاعر جميل حداد التي تميزت بالبساطة وهي الموشاة بالصور والأحداث ..وهو الشاعر الذي يملك خبرة في السياسة والإدارة وعن سمعته العطرة عندما كان محافظاً لمحافظة إدلب في ستينيات القرن الماضي ..وكيف أن المسؤولية الإدارية هي المحك الذي يكشف جوهر الإنسان..من أقران الشعراء الكبار نديم محمد وأدونيس وبدوي الجبل الذين عرفهم العصر الحديث في مثلث جغرافي صغير ..إن شعر جميل حداد هو ظل لروحه طافح بالعاطفة الجياشة صور فيه صوراً اجتماعية وعاطفية ووطنية اقتصر جلها على أسلوب الشطرين.
أما الشاعر جهاد بكفلوني الذي قال لا أستطيع بحضرة العم الأغلى إلا أن أتكلم واقفاً، أعز ما تركه والدي سمعة عطرة وإرث أعتز به من الصداقات التي أعض عليها بالنواجز .كصداقتي بالشاعر جميل حداد وعائلته ..شارك بكفلوني في هذه الندوة بقصيدة يقول فيها ..
أرى فيك من والدي صورة
وأنت بقيمته الأخبر
ولو صورت ريشتي ما أحس
لشف عن الكوثر المنبر
رماني الزمان بفقد أبي
ولست على فقده أصبر
بينما الدكتور فايز الصايغ ..قال لاحول ولاقوة للنثر في حضرة الشعراء ..
الشعر ريشة رسام حاذق ..حياة حافلة محتشدة بالمحبة والعطاء …أحلام غزيرة مدرارة بالأمنيات ..وجدانية متخمة الأحاسيس ..نافذة للبوح قبل أن تنفجر ..محاكاة للهم والغم والفرح في آن…شاعرنا الشيخ الجليل جميل حداد تذوب فيه الكلمات على الورق ومن ثم على أسماع الناس وأحاسيسهم وفهمهم وإدراكهم
شاعر عصره تميز بأنه لون التاريخ وحلق بعيداً في ذروة الطموح ..باعد الظلمة بشعره ..بيديه ..بفكره ..بأهداب عينيه عن وجوه الناس واستحضر الضوء..
القصيدة فكرة حاضرة ذاتية حاملة للوحدة وفي لحظة احتشاد وما احتشدت إلا فيما أتخمته الحياة كشاعرنا الشيخ الجليل جميل حداد.
ثم توالت شهادات بالشاعر وتجربته الإبداعية المهمة قدم الدكتور بدر الدين حسون شهادة في إبداع الشاعر توقف فيها على قيمه الإبداعية التي غلفها النبل الإنساني الذي عاشه الشاعر قولاً وعملاً ونجده في كل إبداعه ولا سيما ديوانه الأخير البيادر.