خطاب القسم.. الإرادة الوطنية مفتاح السوريين للإصلاح والنهوض والبناء

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
لا نأتي بجديد حين نوصّف الخطاب الذي ألقاه السيد الرئيس بشار الأسد بمناسبة أدائه القسم الدستوري لولاية رئاسية جديدة، بالخطاب التاريخي والشامل والحاسم والمصيري، بالنظر إلى المواقف الصريحة والواضحة والشجاعة والحكيمة التي اتخذها، أو عبّر عنها إزاء العديد من القضايا والملفات الداخلية والخارجية، والتي تشكل بمجموعها بوصلة سياسية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية ووطنية للمرحلة القادمة التي يتطلع إليها أبناء شعبنا بكل أمل وتفاؤل.
لم يكن مفاجئاً لنا أو لأحد إيمان الرئيس الأسد بشعبه وثقته الكاملة والمطلقة به للنهوض بسورية من جديد بعد استكمال تحرير ما تبقى من أرضها من الإرهابيين والمحتلين، وتقديره لصمود أبناء سورية الأسطوري في مواجهة مختلف ظروف الحرب والحصار والعدوان والتضليل، وحفاظهم على وحدتهم وتماسكهم وتلاحمهم رغم كل محاولات التأثير الخارجية على وعيهم وانتمائهم الوطني، عبر الرهان على خوفهم من الإرهاب تارة أو الرهان على تخليهم عن مبادئهم وقيمهم وثوابتهم الوطنية نتيجة الضغط عليهم اقتصاديا ومعيشياً تارة أخرى.
فقد أكد الرئيس الأسد في خطابه المفصلي أن الشعب الذي خاض حرباً ضروساً خلال السنوات الماضية واستعاد معظم أراضيه قادر على إعادة بناء اقتصاده في أصعب الظروف وبنفس الإرادة والتصميم، لأنه شعب حي ويعرف طريقه إلى الحرية ولا تهون أو تضعف عزيمته أو تفتر همته في الدفاع عن حقوقه وأحلامه مهما أعد المستعمرون من وسائل التوحش والترهيب وجمع من المرتزقة والمأجورين في سبيل ذلك، وهو قادر على استكمال تحرير ما تبقى من أرض محتلة وإعادة إعمار وبناء ما دمره الإرهابيون ورعاتهم الأميركيون والأتراك.
لقد كان الرئيس الأسد واضحاً وشفافاً لجهة استعراضه لمختلف القضايا المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا حالياً، حيث قدم وصفة كاملة لعملية الخلاص من هذه الظروف وذلك عبر تحويل شعار “الأمل بالعمل” إلى واقع حقيقي وملموس وفي مختلف قطاعات الإنتاج، مبدياً استعداد الدولة لتقديم كل العون والمساعدة، رابطا ذلك بمفهوم الإرادة الوطنية التي تشكل مفتاحاً حقيقياً للنهوض والتحول من واقع إلى واقع آخر أفضل، كما قدم رسالة واضحة بخصوص نهجه للمرحلة القادمة تقوم على الإصلاح الإداري وإصلاح القوانين وإصلاح ودعم القطاع العام والاستمرار في نهج مكافحة الفساد الذي يعيق عملية الإصلاح والبناء.
وفيما يتعلق بما أفرزته الحرب العدوانية والمؤامرة الخارجية من التغرير ببعض السوريين وأخذهم بعيدا عن قضايا وطنهم فتورطوا بالحرب ضد وطنهم وشعبهم، كرر الرئيس الأسد دعوته لهم كي يعودوا إلى حضن الوطن معززاً بذلك نهج المسامحة والمصالحة الوطنية وذلك في سبيل صيانة الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله وحريته ومنع الأعداء والخصوم من تحقيق أغراضهم وأهدافهم الدنيئة، حيث قال سيادته: “أكرر دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن”.
في حين وجه سيادته رسالة واضحة وصريحة للإرهابيين ورعاتهم من المحتلين الأميركيين والأتراك بأن سورية ستكمل تحرير ما تبقى من أرضها وطرد هؤلاء إلى خارج حدودها، وأبدى استعداد الدولة السورية لتقديم كل أشكال المساندة والدعم لكل أشكال المقاومة الشعبية السياسية والمسلحة ضد الوجود الإرهابي والاحتلالي، مثمنا في الوقت نفسه دور الحليفين الروسي والإيراني في الوقوف إلى جانب الدولة السورية ودعم جهودها لتحرير أرضها من الإرهاب، كما قدم الشكر للموقف الصيني الذي لعب إلى جانب الموقف الروسي دورا بارزا في منع الولايات المتحدة وحلفائها من الهيمنة على المنظمات الدولية وتسخيرها لخدمة أغراضهم العدوانية والاستعمارية.
لم ينس الرئيس الأسد في خطابه الشامل أن يذكر بأهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية لسورية، واستمرار سورية بدعم وتأييد الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه المحتلة وحقوقه المشروعة، “أقرب تلك لقضايا إلينا هي قضية فلسطين”، كما ركز على أهمية العروبة كوعاء قومي وأهمية الانتماء للعروبة كهوية جامعة لكل مكونات الشعب السوري، وذلك في وجه كل المحاولات الرامية لضرب هذه الهوية وخلق هوية خاصة لكل مكون، “لقد حققنا معاً المعادلة الوطنية، فنحن شعب غني بتنوعه لكنه متجانس بقوامه، حر متنوع بأفكاره وتوجهاته، لكنه متماسك ببنيانه، رفيق حتى بخصومه، لكنه عنيد بوطنيته، متحدٍ بعنفوانه..شرس في الدفاع عن كرامته” وهو بذلك يرد بشكل حاسم على كل الحملات المغرضة التي استهدفت تقسيم وتجزئة الشعب السوري الذي أثبت خلال الاستحقاق الرئاسي أنه في حالة “سمو وطني”، ولا يمكن تفسير التفاعل الشعبي مع الاستحقاق الرئاسي “إلا بكونه وعياً وطنياً عميقاً لمعاني الاستحقاق ولمصيريته، بالنسبة لوجود الوطن ومستقبله واستقراره”.

آخر الأخبار
لجنة انتخابات مجلس الشعب تصدر التعليمات التنفيذية لمرسوم قانون الانتخابات المؤقت تفقد نسب الإنجاز للخطط الزراعية في حلب "صندوق التنمية السوري..بوابة لإعادة إعمار البنى التحتية  خدمات جديدة عبر شركات الحوالات و"شام كاش" لصرف رواتب المتقاعدين الاحتلال يتمادى بعدوانه.. توغل واعتقال 7 أشخاص في جباتا الخشب بريف القنيطرة  تحضيرات في درعا لمشاريع تأهيل مرافق مياه الشرب والصحة والمدارس  حريق كبير يلتهم معملاً للكرتون في ريف حلب الغربي  حضور لمنتجات المرأة الريفية بالقنيطرة في "دمشق الدولي" واشنطن وبكين.. هل تتحول المنافسة الاقتصادية إلى حرب عسكرية المجاعة في غزة قنبلة موقوتة تهدد الأمن العربي "إسرائيل" تخسر معركة العلاقات الدولية وتفقد قوة لوبيها بالكونغرس ماكرون: ممارسات "إسرائيل" في غزة لن توقف الاعتراف بدولة فلسطين الذكاء الاصطناعي شريك المستقبل في تطويرالمناهج التعليمية إطلاق مشروع إعادة تأهيل محطة مياه "بسيدا" في معرة النعمان الانتخابات التشريعية.. محطة مهمة في بناء مؤسسات الدولة وتوسيع المشاركة الوطنية  أيقونة الصناعات الدوائية.. "تاميكو" تبرز في معرض "دمشق الدولي" محافظ إدلب يناقش مع جمعية عطاء مشاريع التنمية وترميم المدارس عروض مغرية لا تجد من يشتريها.. "شعبي أو خمس نجوم": أسعار الخضار والفواكه تحلق السويعية تنهض من جديد.."حملة العزاوي للعطاء" ترسم ملامح الأمل والبناء استراتيجيات لمواجهة الجفاف وحماية الإنتاج الزراعي والحيواني في طرطوس