الملحق الثقافي:ميثاء محمود:
في واقعٍ نعيشه، ونرى فيه تزايد حالاتِ العنف النفسيّ والفكري والجسدي. أيضاً، البؤس واليأس والقهر والألم، وطغيان الأنانيّة المرضية أو الانتهازيّة.. في مثلِ هذا الواقع، علينا أن نبحث عما يؤدّي ولو قليلاً، إلى توازننا وجوديّاً وإنسانيّاً وروحيّاً، وإلى إحساسنا بقيمة الحياة فينا، وبضرورة أن نكون فاعلين فيها ما أمكننا، فنشعرها أقلّ بشاعة، وأكثر جمالاً ورُقيّاً وفاعليّة.
يحتاج كلّ هذا، إلى توازن داخلي – عقلي، وإلى نظرةٍ تطمئنُ الذات أولاً، ومن ثمّ الآخر، حيث العالم المحيط الذي علينا استيعابه، والالتفاف حوله بوعيٍ ومحبّة وسلام، نستمدّهم من تأملاتنا في الكون الذي لا يمكن أن نراه مضيئاً، إلا إن أضأنا أنفسنا بنورِ الحكمة التي أطلقها فلاسفة وحكماء، هم روح العالم، ونوره الكوني.
هؤلاء الحكماء كُثر جداً، وأقدمهم الحكيم الهندي “مهاريشي باتانجالي” مؤسّس “علوم اليوغا”، وأول من دعا إلى ممارستها، وإلى اتحاد العقل الفردي، مع الوعي الكونيّ.
يعود ذلك، إلى 2700 قبل الميلاد، حيث أراد هذا الحكيم من دعوته هذه، تجسيد وحدة العقل والجسم، الفكر والعمل، ضبط النفس، والانسجام بين الإنسان والطبيعة، عن طريق تغيير نمط حياتنا وخلق الوعي .
لم تكن هذه الدعوة، نظريّة فقط، بل روحيّة – عقليّة، وجّهتها مؤلفات “باتنجالي” التي كان أعظمها “سوترا يوغا”، وهي مجموعة من الأمثال والحكم، تقدم إرشادات للعيش حياة هادفة وذات مغزى.. إنها بمثابة وصفة للسلوك الأخلاقيّ والنفسيّ، والانضباط الذاتي.. كلمات حكيمة توجّه الإنسان نحو الاهتمام بذاته وعقله وصحّته، وتمكّنه من التعرّف على الجوانب الروحيّة فيه، مرشدة إياه مثلاً:
“لا يمكنكَ دوماً التحكّم بما يحدث في الخارج، ولكن يمكنك دوماً التحكّم بما يحدث في داخلك”..
التاريخ: الثلاثاء20-7-2021
رقم العدد :1055