الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
سعت أمريكا في إطار مشروعها التقسيمي الذي استهدف أراضي الجمهورية العربية السورية من خلال الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها وتشنها على سورية طيلة أكثر من عشر سنوات، واستخدمت الفصائل الانفصالية التي أنشأتها، سعت إلى تحقيق الأهداف التخريبية والعدوانية في المنطقة وجعل البلدان العربية كانتونات طائفية وعرقية تكون سهلة الانقياد للعدو الإسرائيلي وتدور في فلكه، تنفيذاً لاستراتيجيات جيوسياسية تآمرية مستمرة ضد سورية.
وقد تمثلت الحركات الانفصالية بما عرف بـ”قسد” التي شكلت إحدى الأدوات الإرهابية والعدوانية لأمريكا وعملائها في المنطقة، على شاكلة التنظيمات الإرهابية التي رعتها ودعمتها بالمال والسلاح كأحد أدواتها لتنفيذ مخططات التقسيم.
وقد شكلت ميليشيا “قسد” في المنطقة الشرقية والشمالية لسورية إحدى أشكال هذا المخطط التقسيمي الذي يعتمدها النظام الاستعماري في المنطقة، لإضعافها في مواجهة المؤامرات الخارجية الأمريكية والغربية وتقديم خدمات مجانية للمحتلين الأمريكيين وبشكل مباشر وغير مباشر للمعتدي والمحتل التركي من خلال ترسيخ الانفصال عن الدولة السورية وقطع أوصال تلك المنطقة عن الوطن الأم.
إن هذه المشروعات الانفصالية ليست بالجديدة وقد عرفتها المنطقة في فترات سابقة، حيث سعت القوى الاستعمارية من خلالها لتقسيم البلاد العربية ومنع توحيدها وتعطيل إنجازات النهضة والتقدم والبناء فيها.
وتتابع تلك القوى الاستعمارية اليوم ذات المشروعات السابقة، إذ تقوم مليشيات “قسد” الانفصالية بمحاولة تشكيل ما يسمى “الإدارة الذاتية” في المنطقة الشمالية الشرقية في سورية بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي وغيرها من الدول الاستعمارية، ولأجل ذلك تقوم بجولات على بعض الدول الغربية للترويج لمشروعها الانفصالي المرفوض جملة وتفصيلاً من قبل الشعب السوري بمختلف أطيافه.
وتستجدي هذه المليشيات الانفصالية الدعم الغربي لأوهامها وأحلامها المرفوضة، وهو ما يدل بشكل أساس على أنها تضع نفسها في خانة القوى المتآمرة على سورية وخدمة أعداء سورية، ومع انعدام أي دعم أو تأييد لها من قبل أبناء الشعب السوري تتعزز عزلتها أكثر عن الشعب السوري الذي لن يسكت أو يقف مكتوف الأيدي إزاء تصرفاتها الطائشة، وهو الذي سجل في السنوات العشر الماضية انتصارات حاسمة على المجموعات الإرهابية التي حاولت تدمير سورية وحضارتها ومنجزاتها الاقتصادية والثقافية والإنسانية.
إن أي ادعاء من قبل هؤلاء الانفصاليين بالحرص على وحدة أرض وشعب سورية ما هو إلا تغطية لنواياهم الحقيقية التي تصب في خدمة المشروع الأمريكي والإسرائيلي وخدمة أسيادهم الذين يتآمرون على الشعب السوري وينهبون ثرواته ويعملون على تفتيت وحدته الترابية.
إن تلك الممارسات التي تستهدف وحدة الوطن ووحدة أراضيه ستفشل كما فشلت في السابق، وقد استطاعت سورية عبر صمود شعبها وبسالة جيشها وتضحياته وحكمة قيادتها أن تنتصر وتجهض الكثير من المشاريع العدوانية، وتحفظ وحدتها أرضاً وشعباً وتصون هويتها ونسيجها الوطني من التقسيم والتجزئة، وتسقط كل مخططات التقسيم التي سعت من ورائها القوى الاستعمارية.
وقد حذرت سورية – عبر بيان وزارة خارجيتها- هذه المجموعات من مغبة الإمعان في التآمر على الوطن السوري والمشاركة في العدوان عليه وقيامها بتحريض ما تبقى من قوى استعمارية للنيل من سيادته وحرية شعبه واستقلاله.
وسورية لن تتوانى عن ممارسة حقها بالدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها دستورها وميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، و أن الشعب السوري الذي انتصر على الإرهاب سينتصر على أعداء الوطن من عملاء داخليين وأعداء خارجيين.
السابق