لايحتاج المتابع بذل عناء كبير حتى يعرف ماذا يعني أن يكون الكيان الصهيوني عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي, وما التبعات التي ستكون فيما بعد والأمر سهل وبيّن ولا يمكن لأي قارئ لخطوط التغلغل الصهيوني في العالم أن يقول: إن حالة من الأمن والاستقرار ستكون في هذا الاتحاد, وهي القارة التي مازال الاستعمار الغربي ولاسيما الفرنسي والبريطاني يستنزف ثرواتها, ويضرم النار في كل دولها, ويعمل تمزيقاً وتقسمياً للدولة الواحدة, السودان مازال المثال الصارخ, غرق في التقسيم أمام الوعود بالرخاء والازدهار, وتركه يواجه أسوأ مصير, بل كل يوم هو مرتهن لمساومات جديدة. تارة باسم الدول الراعية للإرهاب وما يتفتق عن القائمة من قضايا يعمل العقل الأميركي – الصهيوني بخبث ودهاء على ابتكارها والترويج لها, وباسم الأمم المتحدة, والآن الكيان الصهيوني عضو مراقب في هذا الاتحاد الذي دفع بعض قادته حياتهم ثمناً لأنهم فكروا فقط في إطلاق عملة موحدة فكان ما كان.
فكيف اليوم والتغلغل الصهيوني أخذ شكلاً أقل ما يقال فيه إنه حسب مصطلحاتهم – إنه قانوني, يعني الأمر ببساطة التشظي والانقسام, والبحث عن المزيد من المشاكل, و قضية سد النهضة مثال ماثل أمامنا على الأصابع السرطانية الصهيونية التي عبثت بالأمن المائي العربي لمصر والسودان, ولن يقف الأمر عند هذا الحد, فعلى ما يبدو أن الكيان الصهيوني عمل على التغلغل في القارة السمراء منذ عقود من الزمن باسم البحث عن يهود الفلاشا, وتحت ذريعة البحث عن تابوت العهد الذي عمل على دعاية أنه موجود في منطقة البحيرات الكبرى التي ينبع منها النيل, وقس على ذلك من الأباطيل والخرافات.
الكيان الصهيوني في أفريقيا رسمياً وبشكل مقونن ببساطة.. المزيد من التمزق, والكثير من المشاكل واستعمار جديد يضاف إلى الاستعمار الغربي الموجود الذي لم يترك شيئاً إلا ويعمل على نهبه.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن