“أوراسيا ريفيو”: شكوك حول قدرة مجموعة السبع على بناء عالم أفضل!

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

يمكن أن يشير اجتماع وبيان مجموعة السبع إلى نجاح الرئيس الأميركي جو بايدن في استعادة القيادة الدبلوماسية للعالم على المستوى السطحي، فقد أقنع بايدن الحلفاء الأوروبيين والآسيويين على حد سواء بحياكة جبهة مناهضة للصين وأعاد إدراج الولايات المتحدة في موقع قيادي عالمي من أجل “إعادة بناء عالم أفضل (B3W)”، ولكن ومع ذلك، تطرح استراتيجية بايدن بعض الأسئلة المهمة!.
هل تستطيع هذه الجبهة المناهضة للصين القائمة على القيم المشتركة أن تحافظ على نفسها؟ وهل ستوفر مبادرة B3W، التي تتخذ شكل “طريق الحرير الأخضر، بديلاً قابلاً للتطبيق لمبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI)”؟.
لقد اتخذ بايدن خطوات مهمة لإظهار أن الولايات المتحدة قد عادت لقيادة العالم، كما شدد على أن القيم المشتركة، الديمقراطية والليبرالية القائمة على القواعد، هي ما يوحد الولايات المتحدة مع حلفائها.
بالإضافة إلى ذلك فقد أكّد على التهديد المشترك من الصعود المتزايد للصين، وأن الدول الديمقراطية يجب أن تعمل معاً لمواجهة “السلطة الاستبدادية”، حسب زعمه.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما الذي تستعد الولايات المتحدة للقيام به لإعادة إنشاء النظام متعدد الأطراف والارتقاء به. ويبدو أن بايدن احتفظ ببعض الممارسات الرئيسية التي تم وضعها في إطار برنامج إدارة ترامب للقومية الاقتصادية والحمائية.
فالولايات المتحدة لا تزال تفرض رسوماً جمركية على الصلب والألمنيوم، من بين سلع أخرى مستوردة من الدول الحليفة. كما أنه لم يُشر بعد إلى أي نية لتعيين قضاة استئناف في منظمة التجارة العالمية أو إعادة الانضمام إلى الشراكة عبر المحيط الهادئ.
تعد خطة البنية التحتية العالمية جوهرة التاج لمبادرة B3W التي تقودها الولايات المتحدة، وقد تعهدت دول مجموعة السبع بتقديم تمويل للبنية التحتية في الدول النامية.
وتهدف هذه المبادرة إلى إثبات أن الديمقراطيات “يمكن أن تتحد وتقدم للناس بطرق حقيقية”، في تناقض مفترض مع مبادرة الحزام والطريق، حيث تزعم الدول الغربية أن هذه المبادرة وسيلة لمصالح الصين الذاتية وبأنها تضع البلدان المتلقية في فخ الديون. ولكن هناك أسئلة مهمة حول مبادرة B3W، حتى على المستوى التصوري الحالي.
أولاً، من المتوقع أن توفر الخطة تمويلاً يزيد على 40 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2035. ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف ينوي بايدن حشد الدعم من الحزبين في الداخل عندما تم تقليص الإنفاق على البنية التحتية المحلية الأميركية بشكل كبير.
تساءل البعض عن القدرة على تحمل التكاليف بالنظر إلى ديون الولايات المتحدة القياسية، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستطبع بتهور “الدولارات” و”تضخم الصادرات”.
وبالنظر إلى أن العديد من البلدان ستكافح من أجل التعافي الاقتصادي بعد COVID-19 ، من المتوقع أن يظل الضغط التضخمي ضعيفاً. وبمجرد استئناف الإنتاج على الصعيد العالمي، سيخمد الضغط التضخمي أكثر، وستكون القضية الرئيسية عندئذ هي الحفاظ على الطلب. وباعتبارها حكومة ذات سيادة مالية، يمكن لإدارة بايدن دفع أي إنفاق مقوم بالدولار الأميركي.
ولكن تكمن المعضلة الحقيقية في ما إذا كان بايدن قادراً على إقناع الناخبين المحليين بفكرة الإنفاق الكبير في الخارج، في المناخ السياسي الحالي، قد تكون هذه المهمة مستحيلة، وفي الوقت نفسه، تفرض دول مجموعة السبع الأخرى تقشفاً مالياً بدرجات متفاوتة.
ثانياً، بينما يتبنى بايدن “عدم إرفاق أي شروط”، من الصعب تخيل أن الولايات المتحدة لن تطالب بتغييرات، حيث يشير سجل المسار الأميركي أيضاً إلى إمكانية فرض تعديلات هيكلية كشرط للتمويل.
إن المعتقدات القوية في القطاع الخاص ورفض فعالية الحكومات يمكن أن تشكل تحديات هائلة لمجموعة الدول السبع للثقة في الوكالات العامة والعمل معها في الدول النامية.
ثالثاً، أطلقت مبادرة الحزام والطريق بالفعل 2600 مشروع بنية تحتية تبلغ قيمتها حوالي 3.7 تريليون دولار أميركي في الدول النامية، إلا أن خطة البنية التحتية لمجموعة السبع هدفها أن تكون كبديل لمبادرة الحزام والطريق، ومن غير المرجح أن تتعاون مع هذه المشاريع التي بدأتها الصين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى جهود متكررة وغير منسقة وحتى غير منظمة لبناء بنية تحتية عالمية، قد يجادل البعض في أن خطة مجموعة السبع يمكن أن تعزز المنافسة الصحية مع الصين لتحقيق المنفعة العالمية، ولكن يمكن أن تصبح المنافسة غير فعالة وتؤدي إلى نتائج عكسية في ظل عدم وجود تعاون متبادل.
تتمتع دول مجموعة السبع بالقدرة على حشد رأس المال والخبرة لتنفيذ مشروعات بنية تحتية طموحة. فاليابان على سبيل المثال، تساهم في بناء البنية التحتية في جنوب شرق آسيا، لهذا لا يتعين تأطير B3W كإجراء مضاد بديل لمبادرة الحزام والطريق في الصين، حيث يمكن أن يكون الاثنان منافسين في بعض المجالات ومتكاملين في مجالات أخرى. فقد كانت اليابان وإيطاليا جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، ومن المنطقي تضافر الجهود بدلاً من تأليب إحدى المبادرات ضد الأخرى.

تتطلب التحديات العالمية جهوداً متعددة الأطراف، حيث يتطلب النظام متعدد الأطراف من الدول الاعتراف بالاختلافات، وإدارة النزاعات والعمل بشكل تعاوني لتحقيق أهداف مشتركة.
من غير المرجح أن تقوم جبهة بايدن المناهضة للصين بحشد التعاون المطلوب بشكل فعال للتعامل مع التحديات العالمية الوشيكة، من عجز البنية التحتية إلى تغير المناخ، ولكن ستكون الولايات المتحدة في وضع قيادي أفضل إذا تم التعاون على إعادة بناء العالم بطريقة أكثر استدامة وشمولاً.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك