الثورة أون ﻻين-عبدالمعين زيتون:
مفهوم جديد يندرج في استراتيجيات الثقافة الوطنية أطلقه الرئيس بشار اﻷسد في خطاب القسم حين اعتبر سيادته أن: ” أي مجتمع لايكرس القيمة ويحترمها لايمكن أن يكون مجتمعا مستقرا ومزدهرا”.
وينبغي لنا وفق هذه الرؤية أن نتجه إلى تحديث خطط الثقافة الوطنية بكل معاييرها ومستوياتها المجتمعية،لاسيما بعد أن عصفت بالوطن السوري لا بل بالعالم أجمع جملة من المتغيرات الصعبة أصابت تداعياتها كل مناحي الحياة العامة.
لقد بات من المؤكد اليوم أن الثقافة هي صاحبة الدور اﻷبرز في علاج الكثير من المشكلات واﻷزمات التي تئن تحت وطأتها المجتمعات العربية،والمجتمع السوري ليس استثناء بالتأكيد.
وإذا كانت الثقافة بمفهومها البسسط هي خزان الوعي المعرفي والحضاري والقيمي ﻷي مجتمع، فإن هذا المفهوم وكلما افتقد القدرة على غرس ثقله في المجتمع،كلما كان هذا المجتمع أقرب إلى الخواء يمضي فيه الفعل الاجتماعي خبط عشواء بلا أي منتجات أخلاقية تقود الحراك الاجتماعي العام بكل مظاهره وتجلياته”،وليس بعيدا ما جرى في سورية خلال السنوات العجاف الماضية.
خواء فكري ومعرفي وقيمي،انجر بتأثيره-البعض من السوريين،وإن كان الكثير-خلف حفنة من الجهلة عانت من أمراض التخلف والتبعية واختلط لديها عن قصد مفهوم الوطن والوطنية مع الخيانة والارتهان للغير.
حفنة لم يكن لديها إحساس بالانتماء،فكان من السهل عليها بيع أنفسهم،وبيع وطنهم دون ثمن.
وإذا كانت لديه ثقافة ما،فقد كانت ثقافة أشبه باللعب اللغوي’ خاوية المضمون،ﻷن الثقافة الحقيقية هي بالمحصلة،الثقافة التي تبني اﻷوطان وتعمرها لا العكس.
لقد دعا الرئيس اﻷسد المثقفين بوضوح في السابع والعشرين من تموز الماضي للعمل واﻹسهام في بلورة المفاهيم الوطنية- المتصلة بالبعد القومي للثقافة السورية-وتأكيد هذه المفهومات في ترسيخ قيم الاستنارة كمكون أساس للذهنية الوطنية،وهي التي تنقل اﻹنسان في المجتمع السوري بعيدا عن غبارات الثقافات المجانية، وبعيدا عن أوحال المفهومات المشبوهة التي لاتنتج وطنا بل تخربه،فالثقافة البناءة هي التي ترسي القيمة وتصنع إنسان القيمة، ذلك اﻹنسان الذي ينأى بنفسه عن أوحال اﻷرض ليضع رأسه بين النجوم.
ثقافة تبني القيمة، هي ثقافة تنتج اﻷوطان وترفع من شأنها بين أمم اﻷرض،مثل هذه الثقافة هي في الحقيقة الحامل الناهض الذي نعول عليه في استقرار مجتمعنا المعافى من أمراض التخلف والجهل، والتطلع إلى حالة من النهوض الشامل الذي يناط بثقافة القيمة تسريع إيقاعاته وانتقاله من فراغ اﻷمنيات وخواء اﻷحلام،إلى مساحات الواقع المﻷى بالعمل واﻹنتاج، وهي الساحات الحقيقية لواقع مأمول نسعى ونعمل من أجله.