الملحق الثقافي:ميثاء محمود:
“سبعة أشياء تدمّر الإنسان: السياسة بلا مبادئ، المتعة بلا ضمير، الثروة بلا عمل، المعرفة بلا قيم، التجارة بلا أخلاق، العلم بلا إنسانيّة، العبادة بلا تضحية”..
هو قولٌ للحكيم “غاندي” الذي قصد به، أن يعود الإنسان في كلّ ما يقوم به، إلى ضميره، فيجعلهُ يحكم على كلّ تصرفاته وأفعاله، عبر عمليةٍ معرفية تثير المشاعر والارتباطات العقلانية، على أساسِ أخلاقِ الفرد، أو نظام القيم، ويكون هذا عن طريقِ سؤال العمق الوجداني، الذي يقدّم إجاباتٍ عفوية وصادقة حول أخلاقيّة الفعل، فيؤكّد خيره ويحضّ عليه، ويوجّه الفعل الإنساني توجيهاً عادلاً ومنصفاً، ويرفض باطله وشروره وإساءاته.
إنه ما يُسند مهمة المحافظة على قيمِ المجتمع والارتقاء به، إلى قطاعات التربية والإعلام والثقافة، وغيرهم من المؤسسات الدينية والتعليمية، التي تخرّج الكوادر التي تحمل بدورها، مهمة نشر التعاليم الإنسانيّة والأخلاقية، التي نحتاجها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى..
الدور الأهم والأكثر ديمومة، والذي يشكّل الأساس في مكافحة انعدام الضمير والأخلاق، هو دور المجتمع والأسرة تحديداً، فلكي ننتج مجتمعاً غير فاسدٍ، علينا جميعاً آباء وأمهات، أن نربي أبناءنا تربية صالحة، ولنسأل أنفسنا بعدها: هل كان يمكن أن نرى ما رأيناه من فسادٍ، تجلّى على شكلِ سرقة أو استغلالٍ أو خطفٍ أو خيانة وطن، وغير ذلك، لو أن آباء وأمهات أولئك المنحرفين، ربوا أبناءهم على الأخلاق والضمير والمحبّة؟..
هذا الأساس وهذه التربية، هما من يجعل المواطن يلتزم بالقانون، عن قناعة لا عن خوف من العقوبة، ومن يجعل العاملين، يخدمون المواطنين برغبة لا بدافع الاستفادة الشخصية.. هذا الأساس، هو الذي يدفع مواطناً لأن يكون عوناً لأهله ومجتمعه، ولاسيما في الأزمات، وهو الذي يمنع مواطناً آخر، من التحوّل إلى مرتزقٍ، يُستخدم ضد وطنه، كلما احتاجه متآمر أو غريب.
فالسعي دوماً إلى مجتمع متكامل وحضاريّ، يجعلنا أكثر تفاؤلاً وحبّاً وإنتاجاً، ويجعلنا نرتقي الى المستوى المنشود، ليكون جسر العبور إلى كلّ الأجيال، وإلى حياة جميلة وراقية ومنتجة وإنسانية..
التاريخ: الثلاثاء10-8-2021
رقم العدد :1058