واضح أن جعبة الولايات المتحدة لم تنضب بعد من المخططات العدائية ضد سورية وشعبها، فنلاحظ أن إدارة بايدن تزج بكل أدواتها الإرهابية في آن واحد، ومن خلال الربط بين ما يجري من أحداث أمنية في درعا البلد بسبب جرائم بقايا المجموعات الإرهابية بحق الأهالي، واستهداف نقاط الجيش العربي السوري، وبين التصعيد الحاصل في منطقة الجزيرة بسبب الممارسات الإجرامية المتصاعدة لميليشيا “قسد”، ولقوات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما الإرهابيين، إضافة لخروقات إرهابيي أردوغان المتزايدة في منطقة خفض التصعيد بإدلب، نلاحظ أن ثمة رسالة أميركية واضحة تشير إلى نية واشنطن تصعيد ضغطها العسكري عبر مواصلة دعم الإرهاب بقصد الابتزاز السياسي، كمحاولة جديدة لإنقاذ مشروعها الاستعماري المتهاوي.
حالة التصعيد الأميركية الراهنة، لا شك أنها ناتجة عن ارتدادات الفشل المتراكم لسياسات البيت الأبيض تجاه سورية، وإعادة تحريك بقايا المجموعات الإرهابية في درعا البلد هو لفتح جبهة قتال جديدة، تسعى الدولة السورية لتجنبها بكل الوسائل والسبل المتاحة، منعاً لإراقة الدماء، وواضح تماماً أن تصريحات مشغلي الإرهاب التي تمثلت بحملات التحريض والنفاق التي قامت بها الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي وفرنسا، وشكلت أمر عمليات لتلك المجموعات الإرهابية، هي أوامر وتعليمات أميركية لتوسيع مروحة الضغوط الغربية على الدولة السورية، في ظل مساعيها الحثيثة لمعالجة الوضع عبر الحوار، لتعزيز الأمن والاستقرار، وحماية الأهالي من جرائم فلول الإرهاب في المدينة.
وبالنظر إلى سلسلة الجرائم المنظمة التي ترتكبها ميليشا “قسد” بحق الأهالي، من عمليات قتل وخطف شبه يومية، وقيامها بحفر شبكات من الأنفاق تحت الأرض، تهدد بانهيار ممتلكات الأهالي والأبنية والطرق الرئيسية، تنفيذاً لأوامر وتعليمات قوات الاحتلال الأميركي، بالتزامن مع الانتهاكات المتواصلة لقوات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين، من قصف القرى والبلدات الآمنة، ومواصلة قطع المياه عن مليون مواطن في الحسكة، ومع ما يرتكبه إرهابيو “النصرة” من جرائم وترهيب بحق المدنيين، وسط لهاث واشنطن لتعويمهم كـ” معارضة معتدلة”، نستنتج من كل ذلك أن واشنطن لا تريد الاعتراف بفشل مشروعها وهزيمة مخططاتها، وأن كل هذا الإرهاب المتصاعد هو محاولة لمنع سورية من إنجاز نصرها الكامل على الإرهاب، لاسيما بعدما أسقط السوريون رهانات أميركا على إرهابها الاقتصادي، وزادهم ” قيصر” إصراراً وتحدياً على تحويل الحصار الغربي الخانق، إلى فرصة للاعتماد على الذات، ورفع وتيرة العمل للنهوض ببلدهم مجدداً، رغم كل الصعوبات التي تفرضها تداعيات هذا الحصار.
تواصل الضغوط الأميركية والغربية بحدودها القصوى، يعني أن منظومة العدوان لم تحقق أيا من أجنداتها السياسية طيلة سنوات الحرب الإرهابية الماضية، والولايات المتحدة، وباعتبارها من يقود دفة الحرب والعدوان، تتحمل المسؤولية المباشرة عما يعانيه الشعب السوري اليوم، فهي وأدواتها من منظومة العدوان والإرهاب، لم تترك موبقة إلا وارتكبتها، وهذا يعطي الدولة السورية حقها المشروع في مقاومة هذا الإرهاب الأميركي وأذرعه على مختلف الجبهات، والعمل على دحره بكل السبل التي أقرتها قوانين الشرعية الدولية.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر