موجة جديدة من ارتفاع الأسعار بدأت تتسلل من بين ثنايا الأسواق المحلية، لكن هذه المرة بهدوء وبدون إحداث أي ضجيج أو أثر يذكر، ولعلها طريقة جديدة اهتدى اليها البعض من التجار والباعة والموردين حتى لا يفتحوا العيون على هذه الارتفاعات التي بدأت تطول كل شيء.
فمنذ أيام ارتفعت أسعار البن وتبعها السكر والرز ووصلت إلى الحليب واللبن والبيض والفروج… وتطول السلسلة في ذكر وتعداد المواد والسلع التي طرأ ارتفاع جديد على أسعارها وإن بنسب غير ملحوظة لكنها على ما يبدو تشكل مقدمة لمزيد من التسللات القادمة خاصة مع قرب افتتاح العام الدراسي الجديد وما يتطلبه ذلك من مستلزمات ضرورية..
هذا التسلل الذي عادت إليه قوى السوق لتحصد المزيد من الأرباح لا يجد ما يبرره بالشكل الواضح، مع العلم أن النشرات التأشيرية للأسعار تبتعد عن المستويات الجديدة التي بدأت تصل إليها على أرض الواقع.
لكن ما تجدر الإشارة إليه أن باعة المفرق لديهم علم مسبق بهذا الارتفاع وربما يستشعرون ذلك من خلال استجرارهم للمواد والسلع من باعة الجملة، حيث إنه وقبل أيام وجدوا صعوبة في تأمين بعض الاحتياجات لمحلاتهم وخاصة المواد الأساسية كالسكر والرز وبعض السلع الغذائية الأساسية، حيث يلجأ بعض أصحاب محلات الجملة إلى حجب المواد عن السوق ليوم أو يومين ما يدلل بقوة على أن هناك ارتفاعاً جديداً بالأسعار.
هذه الجولات المتلاحقة التي يدخل فيها المستهلك في مواجهة مع قوى السوق يبقى دائماً هو الخاسر، ومرة أخرى تتحول تلك الارتفاعات إلى عتبة جديدة يتم تثبيت الأسعار عندها للتحضير إلى قفزات جديدة لا يعرف المستهلك إلى أين ستصل، فقد تكون تعددت أساليب رفع الأسعار لكن النتيجة دائماً تحسم لمصلحة المتحكمين بها.
على الملأ -محمود ديبو