لعل الحال الذي وصلت إليه الأرياف في مختلف المحافظات السورية من ترد وتراجع ونقص في الخدمات ساهم إلى حد كبير في إحداث خلل بنيوي في الكثير من مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وزاد من الأعباء على مختلف شرائح المجتمع.
ويعود ذلك بالدرجة الأولى كما أشار السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية للحكومة إلى إيلاء المدن الأولوية في عمليات التنمية والخدمات وغيرها، في حين لم تحظ الأرياف بنفس مستويات الاهتمام لأنها لم تكن أولوية وهذا ما أدى إلى خسارة مضاعفة.
هذا الواقع حَمَّل الدولة الكثير من الأعباء المادية وأدى إلى خسارات في الإنتاج الزراعي بعد أن هجر المواطنون أراضيهم ومزارعهم وتسابقوا إلى المدن ومراكز المحافظات للبحث عن ظروف معيشة أفضل بعد تراجع مستويات التنمية في الأرياف وانعدام الخدمات وعدم توافر ظروف معيشية مناسبة.
ومن هذا المنطلق ولإعادة التوازن إلى المجتمعات وتحقيق تنمية متوازنة في مختلف المدن والقرى والمناطق، فإن الأولوية اليوم هي لإحداث تنمية في الأرياف، وهي كما وصفها السيد الرئيس بكلمته تشكل فرصة مهمة للأرياف السورية خلال عملية إعادة الإعمار لتحظى بمستويات لائقة من الخدمات والبنى التحتية، ما يشجع إلى هجرات معاكسة من المدن إلى الأرياف وبالتالي تصحيح الخلل البنيوي الذي أحدثته عملية إهمال الأرياف سابقاً وعدم الاهتمام بها خدمياً ومجتمعياً وتنموياً..
إنها نقطة تحول كبيرة سيكون لها منعكسات إيجابية على المستويات الاقتصادية والإنتاجية والخدمية، وبالتالي الوصول إلى التنمية المتوازنة المنشودة بما يؤدي بالمحصلة إلى تحقيق التوازن الاقتصادي والمعيشي والتعليمي والاجتماعي، ولا يعود هناك حاجة للضغط على المدن بنفس الطريقة التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية بسبب نقص التنمية في الريف.
كلمة الموقع- محمود ديبو