“استراتيجيك كالتشر”: لماذا يمول الغرب الإرهاب في إدلب السورية؟

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:

في 22 حزيران 2021، نشرت الصحفية البلغارية ديليانا غايتاند جييفا مقالاً بعنوان “الولايات المتحدة تغذي الحرب على سورية بتقديم الدعم المادي واللوجستي لإرهابيي القاعدة”، وقد أظهرت الوثائق في سجل العقود الفيدرالية الأميركية أن البنتاغون يشتري ما قيمته 2.8 مليار دولار من الأسلحة المستخدمة في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم ومعظم هذه الأسلحة موجهة إلى سورية.
وتم الاعتراف بمحافظة إدلب في سورية (التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة بالكامل حالياً) كواحدة من أكثر المواقع الاستراتيجية الحاضنة للإرهاب في الشرق الأوسط، حتى أن هناك عدداً من مقاطع الفيديو الدعائية لهيئة تحرير الشام (المعروفة سابقاً باسم جبهة النصرة، وهي فرع القاعدة في سورية)، نشرتها وكالة أنباء إبا، المرتبطة بتنظيم تحرير الشام الإرهابي، تظهر تدريب مقاتلي الهيئة على تشغيل أنظمة الأسلحة الأمريكية تاو BGM-71 TOW، وأنظمة كورنيت Kornet، وكونكورس Konkurs المضادة للدبابات في محافظة إدلب السورية.
وتم التعاقد مع ثماني شركات أميركية لشراء أسلحة غير معيارية للولايات المتحدة من عام 2020 إلى عام 2025 وهذه الأسلحة ليست أميركية الصنع وبالتالي لا يمكن استخدامها من قبل الجنود الأميركيين، ومع ذلك، ووفقاً لطلب البنتاغون فإن الأسلحة سيتم استخدامها في “مسارح الصراع” مع الجماعات الإرهابية.
ووفقاً للتقرير الصحفي فإن أوصاف هذه الأسلحة القياسية غير الأميركية تشير إلى أن منشأها بلغاريا وصربيا ورومانيا.
ما يعنيه هذا هو أن أسلحة أوروبا الشرقية ستغرق في “مسارح الصراع” وبمجرد إطلاقها سيكون من الصعب للغاية تتبع مصدرها، كما تقول الولايات المتحدة. وأسلحة أوروبا الشرقية تشبه الأسلحة السوفييتية التي يستخدمها الجيش السوري. وسيؤدي هذا أيضاً إلى صعوبة تحديد المصدر في الأعمال الإرهابية، نظراً لأن المعدات التي يستخدمها الجانبان ستكون غير قابلة للتمييز تقريباً.
ومع ذلك، كما هو مذكور أعلاه، بالنسبة للمعدات المتطورة مثل أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات TOW الأميركية الصنع، لا يزال يتم توفيرها من قبل ‘ol US A مباشرة، وهذا ليس مفاجئاً لمتابعي الوضع السوري.
يجب أن يكون واضحاً أن توريد الأسلحة الأميركية والأوروبية والتركية للقاعدة والجماعات الإرهابية التي انتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وحتى داخل الدول الغربية التي اعتقدت أنها بعيدة جداً عن “مسرح الصراعات”. فاحترقت بالنيران التي أشعلتها.
ومع ذلك لم يتم الاعتراف بهذه السياسة الخارجية الكارثية بسبب الجنون المطلق والفوضى العامة اللذين تشجعانها، وبدلاً من ذلك تم استخدام الكارثة كمبرر حقيقي للدول الغربية (التي لا تستطيع تأمين فرص عمل لغالبية سكانها أو تقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم) للدخول وإنفاق مليارات الدولارات على “الحرب على الإرهاب” الأبدية، والتي تعمل هذه الحكومات حالياً على تسليح الجانب الآخر لمكافحتها !.
ليست الحكومة السورية هي التي تشكل تهديداً لـ “الديمقراطية الغربية”، بل إن الإرهاب ذاته الذي خلقه الغرب ويدعمه هو الذي تسبب في إحداث أكبر قدر من الدمار لحياة الناس الغربيين في الداخل.
ومن الواضح أن العدو المعلن في الحرب على الإرهاب ليس هو ما تحاول الإدارات الأميركية والأوروبية وإعلامهما أن يقنعنا به، في الحقيقة إن أي شخص يقاوم أميركا وحلفاءها وأجندتهم العالمية يعتبر إرهابياً، وما الإرهاب العالمي سوى صناعة أميركية أوروبية بامتياز.
وبالنظر إلى أصول الإخوان المسلمين في الأساس هو مخلوق ممول ومدعوم من بريطانيا، ويعود تاريخه إلى إلى عام 1869، وعندما حصل على دعم مباشر وكامل من ممثلي القوة الإمبراطورية لجلالة الملكة وتم منحه مناصب عالية ونفوذاً في القاهرة المحتلة البريطانية.
واستمر الدعم البريطاني مع حسن البنا الذي أسس رسمياً في عام 1928 جماعة الإخوان المسلمين التي كانت مرتبطة بالوهابية في المملكة العربية السعودية، والتي لها أيضاً تاريخ من التمويل البريطاني وستتلقى جماعة الإخوان المسلمين التابعة للبنا منحة مالية من شركة قناة السويس الإنجليزية، وليس من قبيل المصادفة تقليص عدد جماعة الإخوان المسلمين في مصر على يد الرئيس جمال عبد الناصر، بعد أن تمكن من تأميم قناة السويس، ونجح في إنهاء الاحتلال البريطاني لمصر عام 1956.
وبالتالي كان من الواضح أن الاحتلال العسكري البريطاني لقناة السويس كان يستخدم كمركز إرهابي لدعم جماعة الإخوان المسلمين منذ عشرينيات القرن الماضي، والغرب يمول الوهابية مع الحركة السلفية التي أصبحت الآن منظمة في جماعة الإخوان المسلمين واتخذت شكل التطرف المتشدد الحديث الذي من المفترض أن نحاربه اليوم جميعنا.

 

بقلم: سينثيا تشونغ
المصدر: Strategic Culture

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟