الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
هي الحقائق حول التضليل الإعلامي الذي يقوده الغرب ضد سورية تظهر مجدداً، رغم أنها لم تكن خافية لمن يبصر جيداً ولمن يرى بعينين، وليس متعامياً منقاداً بعين واحدة وكما يريد ويرغب بأن يكون كذلك فقط، من أجل مصالحه الشخصية وأطماعه العدوانية والسير لتحقيق ذلك بالإرهاب كطريق سريع من أجل محاولة استهداف سورية والنيل من صمودها.
هيئة الـ بي بي سي البريطانية كثيراً ما ناورت وزورت تقاريرها الإعلامية حول سورية، لتشويه صورة الحقائق والوقائع التي تجري على الأرض، وآخرها حادثة التزوير حول هجوم كيميائي مزعوم في دوما عام 2018 لاتهام الجيش العربي السوري وتبرير العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي لاحقاً، حيث اضطرت الهيئة مرغمة ومجبرة أمام ضغوط جديدة إلى الاعتراف بأنها ارتكبت أخطاءً وادعاءات كاذبة في فيلمها الوثائقي، بعد أن تم وضعها أمام حقائق دامغة واحتجاج جديد يكشف نفاقها وكذبها.
هي المسرحية الغربية تنكشف أوراقها مجدداً، وينكشف معها مدى التورط الذي يمارسه دعاة الحرب من المسؤولين الغربيين والعنصريين بعد أن وجدوا أنفسهم أمام حالة قاسية من الفشل الذي يلاحق مخططاتهم ومشاريعهم العدوانية، وكذلك بعد أن وجدت الهيئة البريطانية نفسها أمام مآزق لا تغتفر في مهنيتها الصحفية، بعدما سوقت لعمليات التضليل الإعلامي ضد سورية بهدف النيل منها بأي شكل من الأشكال ولكنها سرعان ما وقعت في شر أباطيلها.
هي فضيحة كبرى للهيئة البريطانية التي شوهت سمعتها وتاريخها بالتسويق للإرهاب والإرهابيين وللمخططات العدوانية ودعمتهم وكانت جزءاً خطيراً من الإعلام الغربي ككل ضد سورية، وهي أيضاً فضيحة أكبر بكثير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي رفضت كل الجهود السورية وما قدمته من تعاون ووثائق بأن هذه الحادثة مفبركة ومسرحية معدة مسبقاً، وبأن سورية لم تستخدم السلاح الكيميائي لأنها لا تمتلكه بعدما تخلصت منه ومن مخزونه وأمام الجميع، وأن النظامين التركي والسعودي هما من سهّلا للتنظيمات الإرهابية الحصول على السلاح الكيميائي لاستهداف المدنيين وسفك دماء الأبرياء وترهيبهم، وبالتأكيد هذا كله بمعرفة متزعمي الحرب.
هي تأكيد وإثبات جديد على أن منظمة الحظر اعتمدت على أفراد وعناصر استخباراتية وإرهابية تم تحضيرهم للتسويق لهذه المسرحية التي تتجاوز تداعياتها وتأثيراتها العدوانية دوما أو الغوطة وما حولها لأن نتائج مزاعمها امتدت لما أبعد من ذلك، والعدوان الثلاثي الذي تصدى له الجيش العربي السوري بكل براعة بالتأكيد لن ينساه السوريون.
الفبركات والكذب والتضليل هوية الغرب وأسلوبه القذر لاستكمال حلقات استعماره الجديد، فهو إلى جانب دعمه للإرهاب، يشن عبر ماكيناته الإعلامية حروباً تضليلية إعلامية على مستويات عالية من النفاق، للالتفاف على الحقائق والوقائع على حساب حياة الشعوب وحريتها وأمنها واستقرارها، وسورية المثال الحي على جرائم الغرب وهمجيته وعدوانيته.
إنه التسييس المتعمد لمحاولة النيل من سورية بعد أن أفقد الشعب السوري وجيشه وقيادته الغرب أعصابه السياسية، لأن السوريين تمسكوا بوحدتهم وبأرضهم ووطنهم وحقوقهم رغم عمليات التدمير الأطلسية الممنهجة، والأدهى أنه رغم هذه الفضائح التي تظهر والحقائق السورية التي تثبت صدقيتها وموثوقيتها، إلا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يلتزمان الصمت التام إلى حد التواطؤ مع كل ما يجري من فبركات ومسرحيات هزلية للضغط على سورية، فإلى متى سيستمر هذا الابتزاز الغربي الرخيص والمكشوف؟.