يبدو أن المثل الشعبي القائل (مجنون يحكي وعاقل يسمع) وصل إلى البيت الأبيض الأميركي وقد أخذت به إدارات أميركية متعاقبة.
مارست الجنون ومازالت… بعضها ضبط إيقاعه قليلاً وغلف ما مارسه بالكثير من الدعاية المخاتلة ومساحيق المصطلحات التي مازالت في سوق الاستهلاك.
مع أن ذلك لم ينطل على أحد لكنه حدث..
وثمة إدارات مارست الجنون بكل ما فيه ترامب الذي أكمل جنون بوش الابن لم يترك مجالاً لأي تأويل فيما مارسه صراحة وعلانية وقد يكون هذا الأفضل للعالم حتى تظهر مخالب من يدعي أنه سيد الحرية والديمقراطية.
هذا الجنون مازال يلازمه وهو نهج لا يتغير يصرح أمس بكل صفاقة أن التعامل مع المجانين كان أسهل من التعامل مع روسيا والصين وكوريا الشمالية.
ربما من حيث المبدأ هذا صحيح فالمجنون يرى كل العقلاء مجانين ووحده العاقل الذي يجب أن يطاع.
الدول التي تشكل الكتلة البشرية الكبرى وكذلك الصناعية والاقتصادية في العالم ..لا يراها ترامب إلا دول ظل يجب أن تأتمر بما يشير به.
نسي وتناسى أن السيادة مبدأ لا يمكن للدول أن تتنازل عنه.. والشعارات التي تتاجر بها واشنطن ليست إلا للاستهلاك النفعي.. وإلا كيف تتحدث عن حق الشعوب بالسيادة والكرامة وتقرير المصير ثم بالوقت نفسه تعمل على مصادرة هذه الحقوق بل تذهب إلى معاقبة من يعمل بها.. أليس هذا الجنون بعينه..
المجنون الذي حكى لم يكن آخر مجانين الإدارات الأميركية.. بل هو أكثرها تماهياً مع دوره.. انطبق القول والفعل عنده.
إن تصريحات ترامب ليست عابرة ولا يمكن إلا أن ينصت عقلاء العالم ولابد من إرادة دولية تقف بوجه حماقات الإدارات الأميركية التي ربما تقود العالم إلى الفناء.
من نبض الحدث- ديب علي حسن