احتفاء بالكلمة المقروءة، وفي سبيل جعل ثقافة القراءة أسلوباً محورياً في الحياة، تسعى المؤسسات الثقافية في سورية إلى نشر الكتاب وتعزيز مكانته في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة وصول المعلومة إلى أي شخص وفي أي مكان … من خلال إقامة المعارض وطباعة الكتب ونشر ثقافة المكتبات المتنقلة في المناطق الريفية البعيدة.
فمنذ عامين أو أكثر شهد الوسط الثقافي حراكاً جميلاً عندما قامت الشركة السورية للمطبوعات بتجربة المعارض المتنقلة التي تهدف إلى نشر الوعي المكتبي ولوحظ إقبال شديد من أهالي القرى والمناطق المحيطة بها، واليوم يسعى اتحاد الكتاب العرب بدمشق للسير قدماً في هذا المشروع إيماناً منه بضرورة مخاطبة هؤلاء الناس من خلال الكتاب والقراءة والحوارات المفتوحة معهم وإقامة الندوات والمهرجانات كإحدى آليات المشروع الثقافي التي يتبعها الاتحاد لتجديد الصلة بالكتاب .. ورفع المستوى الثقافي وزيادة الوعي للمواطنين القاطنين في المناطق البعيدة.
لاشك في أن تلك الخطة مهمة لأنها تحمل في طياتها إيجابيات كثيرة في طالعها سد احتياجات القراء بمصادر المعلومات المختلفة، كذلك مرونة الأداء وتغيير المجموعة المكتبية باستمرار وانتقائها بدقة بما يتناسب ورغبات واحتياجات المستفيدين منها، بالإضافة إلى إقامة الندوات التي ترافق المعرض والإجابة من خلالها عن الكثير من الأسئلة التي من شأنها دعم الروابط الاجتماعية والثقافية وتعزيز أواصر العلاقات الإنسانية.
إن المكتبات المتنقلة مشروع قديم ومهم فهو وسيلة متقدمة ونمط متطور لإيصال الخدمة المكتبية إلى المناطق الريفية، وهو يتيح الفرصة لأبناء الريف أن ينالوا الفرصة التي ينالها أقرانهم من سكان المدن من حيث الحصول على المعلومات والخدمات المكتبية والوصول إلى المعلومات بكافة أشكالها…
من هنا لابد من التأكيد على مثل هذه الظواهر الثقافية المحببة والقريبة من القلوب، لأنها تشجع باقي المؤسسات على إقامتها فهي ليست وسيلة لدعم الكتاب ونشره فحسب بل هي مركز ثقافي وإعلامي واجتماعي بحق.
رؤية -عمار النعمة