إلى الجنوب السوري، تستكمل قافلة الإنجازات العسكرية والسياسية مسيرتها، فيما البعض المعادي لا يزال يراهن على الاصطياد في المياه العكرة، ويتوهم أنه يستطيع أن ينجز أي شيء قد يعرقل وصول قطار التسويات الذي انطلق بلا هوادة، ويؤخر وصوله بسلاسة إلى بر الأمان الذي ينشده كل السوريين، متناسياً أن السوريين، قد خبروا، وتيقنوا جيداً، أن كل ما مر، وحل بهم، ما هو إلا نتاج إرهاب، وتكالب دولي، وقوى معادية ذات أطماع ممنهجة، ومعدة سلفاً، ولا نبالغ بالتالي إذا قلنا إنها معدة منذ عشرات السنوات.
بواسل الجيش العربي السوري دخلوا إلى بلدة اليادودة في درعا، وقاموا برفع علم الجمهورية العربية السورية فوق عدد من الأبنية الحكومية، وذلك تزامناً مع افتتاح مركز لتسوية أوضاع المسلحين في البلدة، وقيامهم بتسليم أسلحتهم، وإذا ما ربطنا كل هذه التطورات ببعضها، وحاولنا تحليلها، فإننا نصل إلى نتيجة مؤكدة، مفادها أن الدولة السورية قلبت الطاولة في وجه كل من حاول المساس بأمنها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وكعادتها وضعت المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار، وتعاملت مع إحداثيات المشهد في درعا بحكمة، حفاظاً على أرواح المدنيين من أطفال ونسوة وكهول.
هي النقاط توضع على الحروف إذاً، بل هو الحسم في درعا تأكد مجدداً في رسالة كان عنوانها النصر السوري المؤزر، نصر أحرزته الدولة السورية بحكمة قيادتها، وبهمة حماة الديار الذين لم يتوانوا يوماً عن نداء الواجب، وبالتفاف الشعب السوري والتحامه وإيمانه بقائده ومؤسسته العسكرية.
آلاف الأهالي في درعا عادوا إلى منازلهم بعد نشر نقاط للجيش العربي السوري، وقيام وحدات الهندسة بمواصلة تمشيط ما تبقى من المنطقة، وأيضاً بإزالة السواتر الترابية، وفتح الطرقات، درعا عادت إلى حضن الوطن، ولكل من توهم العكس نقول: لا خبز لأطماعكم على أراضينا، وسيناريوهاتكم الظلامية لن ترى النور، ومهما حاولتم فلن تحصدوا إلا الخيبة.
حدث وتعليق -ريم صالح