ربما وقف الكثيرون منا نحن الصحفيين والصحفيات، للسؤال عن مهنتنا، نقف وسط الحياة لنكتب عن مشاكل الناس وهمومهم، عن تخلف المجتمع وقصور القوانين، عن فساد من بيدهم إدارة أمور حياتنا، عن الفقر وعذاب الآباء بتأمين حياة لائقة لأسرهم، عن الأمراض وآخرها كورونا، كيف تنتقل بين ضحاياها.
نسأل: ما جدوى أن نسلط الضوء ونكتب ثم نكتب عن الهموم، ولا نقدم حلولاً قابلة للتنفيذ، وأحيانا نسخر من الكتابات التي تنشر عن استحضار الطاقة الإيجابية، وبرمجة العقل على كل ماهو إيجابي، وقد نستخف بالتمرينات والتدريبات التي يعرضها المهتمون بالتركيز على الجانب الإيجابي من يومياتنا ومن حياتنا بشكل عام.
لكن عندما تزداد الصعوبات ويكبر الألم، وتقل مصادر المعلومات كحالتنا اليوم، بعد حرب طويلة ونقص الموارد مع تفشي الفساد، أسأل أيضاً عن مهنتنا ولكن لمحاولة تحريك أمل ما من خلالها، وهذا قد يتقاطع مع ما يتم التدريب عليه حالياً وهو صحافة الحلول، فنبحث بين التجارب المحيطة بنا عن كل ماهو ناجح وإيجابي، عما قد يدخل الفرحة ولو البسيطة إلى قلوب من حولنا، عن قصص الشفاء مثلاً، أو حكاية بلدة مدمرة عاد اليها أهلها وبدؤوا بالزراعة والترميم وبناء الورش الصغيرة، وهاهي الحياة تعود لها تدريجياً، أو نكتب عن محاولات مديرين لابتكار حلول في مؤسساتهم لوقف التراجع والبدء بالأحياء والبناء من جديد.
لنكتب عن أبنائنا الذين نجحوا وتفوقوا رغم انقطاع الكهرباء وندرة المواصلات وقلة التغذية، وعن مجموعة نساء يؤسسن شبكة يحاولن من خلالها مساعدة بعضهن البعض بما يمتلكن من خبرات يتبادلنها.
نكتب ونكتب عن دوائر المحاولات الإيجابية، دوائر الحب لعلها تتسع وتنتشر، وتساعد الصحفي والصحفية ومن يكتبون لهم وعنهم على الاقتراب من حل المشكلات وليس الكتابة عنها أيضاً في فترة زمنية غارقة بالمشكلات.
عين المجتمع -لينا ديوب