ذاك الرأسُ المتوحّش.. رأسُ المال

 

الملحق الثقافي:ميثاء محمود:

منذ آلافِ السنين، والبشريّة تسعى وتناضل، لتحقيقِ شيء من المساواة والسلام فيما بينها. انتفضَ العبيد، ومن ثمّ الفلاحون، ضد الإقطاع في الغرب، وتطوّر الصدام بين الرجل الأبيض وسكان أميركا الأصليين، فكانت النتيجة تاريخ من الدماء التي أريقت على أيدي الهمجية الأميركية، التي اغتالت القيم والأخلاق والحياة، لصالح نزواتٍ وأحقادٍ توالت ولم تزل، تنجب أجيالاً من المجرمين، الذين لطّخوا بأفعالهم، معنى وجدوى أرقى مصطلحٍ في العالم، ألا وهو “الإنسانيّة”..
تارةً تنتصر الشعوب المناضلة، في حروبها ضد الاستعمار الذي دمّرها وأباد شعوبها، وأخرى يُعاود الاستعمار حروبه، ويجدّد تطلعاته مثلما أطماعه وأسلحته، خدمةً لرأسِ المال وأسواق الهيمنة على الشعوب وخيراتها ومقدراتها.
وتتوالى الصرعات البشرية، وتزدحم الشرور في سعيها لإنهاكِ وهلاكِ الشعوب، الباحثة عن أمانها وسلامها واستقرارها في بلادها.. تتطوّر أسلحة القتل والدمار والإبادات، مع تطوّر الآلة الحربية التي يترافق دورها التدميريّ، مع دور الآلة الاقتصاديّة التي باتت السلاح الأقوى والأخطر، على كلّ جوانب الحياة.
لم تنتهِ الاقتتالات والحروب ولن تنتهي، لطالما رأس المالِ العالميّ، كرّس هيمنته وجميع آلياته، لتحويل العالم إلى قريةٍ صغيرة، نشب أنيابه في كلّ أنحائها، فسيطر على الشعوب، وأراق الدماء، واحتكر العقول واستلبها، لإشباعِ نهمهُ المتوحّش، وتطلّعه الماديّ اللا إنساني.
هي حرب المعرفة، وتُدار من أسواقِ التسلّح العالمي، وبأيدي ومخططاتِ أصحاب المال والشركات والأعمال، ممن يسعون بكلّ أحقادهم، للتضخّم أكثر والهيمنة أكثر والامتداد أكثر، ساحقين بآلياتهم وأفكارهم وتطلعاتهم، الفكر والعقل والأخلاق والحياة والإنسان، ذاك الذي تحوّل وبدليلِ ما نراه حالياً، إلى مجرد روبوت آلي، تسيّرهُ الأهواء والمصالح وتكنولوجيا العولمة الماديّة الاستعماريّة.
المطلوب هنا، للخلاص من تبعياتِ هذه الحروب، ورؤوسها المتورّمة والمتوحشة، الوعي الإنساني، والتفكير بنهضة المجتمعات في شتى الميادين، دون انتظارِ من يأخذ باليدِ والفكر نحو الخلاص من التبعية والاستلابِ الكليّ. المطلوب، البدءِ بالارتقاء بالنفس، ثم الأسرة والمحيط، وبكلّ ما يملك الإنسان من إرادة العطاء والتمسك بالكرامةِ والقيم والأخلاق، والشراكة في بناء الوطن، فكراً وحياةً وأخلاقاً ووعياً، والأهم، المحبة والسلام، والبناء الاجتماعي والفكري.
ببساطة، علينا جميعاً أن نبني أنفسنا بالشكل الذي لا يدمّرنا.. علينا، وعلى رأى المفكر والحكيم “غاندي”.. أن نسعى للطموح والمتعة بضمير، وللثروة بالجدّ والعمل، وللتجارة والشراكة بالأخلاق، وللعلم بوعيٍ وإنسانيّة، ولتقديس وعبادة الوطن، بالوفاءِ والتمسّك بالأصالة والتضحية..

التاريخ: الثلاثاء14-9-2021

رقم العدد :1064

 

آخر الأخبار
النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو