نصوصٌ صادحة.. لشاعرٍ في الصفِّ المقاوم

الملحق الثقافي:نبوغ محمد أسعد:

هو ليس شاعراً فقط، لأنه متعّدد المواهب، فهو أول من برع في العالم العربي، بكتابة القصة القصيرة جداً، وقدّمها بشكلٍ مكثّف، يحمل المعنى من خلال الأسلوب.
إنه الشّاعر «محمود علي السعيد»، الذي كان له في هذا المجال مؤلفات وكتابات ومنشورات عديدة، إضافة إلى تاريخه الأدبي والثقافي، فقد كتب في النقد التشكيليّ، وقدّم قراءاتٍ نقدية حاضرة على الساحة الثقافية، بشكلٍ واسع ولافت، ولكنه يرى نفسه ويجدها في كتابة الشعر، وعندما يتلمّس القارئ معطيات أبياته الشعريّة، يجد عاطفته ويبادله الشجن والوجدان، وانعكاسات التفاعل الاجتماعيّ الذي يدفع الشاعر لكتابةِ خفقاتِ نبضه، بشكلٍ لا تنقصه النهاية الواعية، والكينونة الثابتة .
في مجموعة «ترجمان التوق» اختار الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، منوعات شعرية من مسيرة حياة «السعيد» وطبعها في كتاب، ويبدو أن الخيارات اشتغلت فيها المحبة، لهذا جاءت حيادية، فأظهرت براعته في أنواع الكتابة، ذلك أنه شاعر غير حياديّ بالمطلق، فهو في الصفِّ المقاوم، لذلك كان ناجحاً في رئاسة تحرير «مجلة المقاومة» التي صدرت بحلب، وكان مؤثراً في كتاباته التي جاءت في القصة والشّعر والدراسات والنقد، حيث يقول في قصيدته :»افتحي الأفق للمحبِّ قليلا»:
لا تقولي بضوءِ شَمسي وداعا
أنتِ طرّزتهِ شُعاعاً شعاعا
كيف ترضينَ يا شقيقة روحي
مرج كفّيكِ أن يضيقَ اتّساعا
صمتُ عينيكِ في حديقةِ قلبي
سوفَ يبقى مدى الحياةِ مطاعا .
هذه الأبيات المقطوفة من القصيدة، لا ينقصها صورة ولا تلميحات وإشارات، رغم أنها قدّمت شيئاً من دواخل الشّاعر، وغالباً هو الحبّ والطمأنينة والألفة التي يفعلها هذا الحبّ، ويأتي الفيضان الشعوريّ الملموس في كلّ نصوصه، دون تكلّف، حيث نقرأ من الديوان:
تأبّط الشّر في برديكِ تصنيف
طوفي على الخيرِ يا شَمس الصّدى طوفي
غرستُ فيك صباحات أموسِقها
لنسجِ الوردِ لحناً غير مألوفِ
حسبي من الشّعرِ حرفٌ ليس منشدهُ
مهما قسوت على الفصحى بمحذوفِ .
نمضي مع الأبيات، ونستمتع بانسجامِ مشاعرنا معها، وإذا بحثنا كيف كُتبتْ، نجد أنها من السهلِ الممتنع، طالما لم ينقصها واجبٌ إبداعي .
إنه ما جعل «مراد السوداني» الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، يقدّم الشاعر «السعيد» مشيراً إلى نباهتهِ الشعرية، من خلال نصوصٍ هادئة صادحة على أعالي ترشيحا، الجليل الغربي، محلّقاً بصقرِ الرؤى والجماليات، والإيقاع المتعاظم الذي يتلاطم في روحه، ووجدانه الصاخب بالحنين والمواجع، يمدّها الرسوخ والتماسك بطاقة الحياة والفرح والأمل .

التاريخ: الثلاثاء14-9-2021

رقم العدد :1064

 

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي