إرث بريطانيا ما بعد بريكست… أزمة وقود خانقة

الثورة أون لاين:

أربعة بالمئة فقط من البريطانيين يعتقدون وفق استطلاع جديد للرأي أن عملية الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي أو ما يسمى بريكست سارت على ما يرام أما الـ 96 بالمئة المتبقون فيرون عكس ذلك وأزمة الوقود التي تشهدها بلادهم منذ أسبوعين تقريباً أكبر دليل على ذلك فهي كما رأت صحيفة الإندبندنت إحدى التداعيات الواضحة للطلاق بين لندن وبروكسل.

الحكومة البريطانية تحاول وفقاً للإندبندنت التظاهر بأن مشكلات بريطانيا الحالية غير متصلة بالبريكست وتصر على إنكار هذه العلاقة رغم وضوحها زاعمة أن نقص الوقود والمواد الأخرى هو عرض لعملية التحول إلى اقتصاد مختلف وكل هذه الادعاءات عارية من الصحة إذ أن أزمة بريطانيا الحقيقية هي الخروج من الاتحاد الأوروبي.

الصحيفة أشارت إلى أن حزب المحافظين الحاكم يعقد مؤتمره مرة ثانية كنتيجة مباشرة للبريكست التي انتهت وبريطانيا في خضم أزمة وقود لا تظهر أي إشارات على التحسن فهناك نقص بالكثير من المواد في المتاجر وقلق حقيقي من السبب وراء النقص لن يخف أو يزول بحلول الأعياد المقبلة.

استجابة الحكومة البريطانية للضغوط الناتجة عن أزمة الوقود وأسبابها الرئيسية المتمثلة بنقص عدد السائقين تبدو بطيئة للغاية ولم يكن إلا بعد عناء كبير ومطالبات كثيرة أن قررت لندن منح تأشيرات مؤقتة لنحو خمسة آلاف أجنبي ليعملوا كسائقي شاحنات رغم حاجة البلاد لمئة ألف سائق كما أنها دعت الجيش للمساعدة في نقل الوقود إلى المحطات لتقدم بذلك اعترافاً غير مباشر بالمشكلة الناتجة عن بريكست.

الإندبندنت قالت إن البريطانيين عندما صوتوا لصالح بريكست لم يصوتوا كي لا يكون بإمكانهم شراء البنزين بل كانوا يقصدون التغيير وإنهاء النموذج الاقتصادي المحطم الذي اعتمد على العمالة الرخيصة والمهارات والإنتاجية المتدنية لكن هدفهم هذا أصبح بعيداً مشيرة إلى أن أزمة الوقود هي نتاج مباشر للصفقة التي عقدها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الاتحاد الأوروبي والتي لا علاقة لها بالوعود التي قطعت عام 2016 الذي شهد الاستفتاء الشعبي على الانسحاب من عضوية الاتحاد.

الصحيفة أوضحت أن شركات النقل أصبحت بعد بريكست غير راغبة بضم بريطانيا في خطوطها لأنها تريد تجنب الأوراق الرسمية المطلوبة وطبعاً كان لجائحة كورونا دور كبير معتبرة أن هذه المشكلة لا يمكن حلها لأنها مرتبطة ببريكست وأن التداعيات الناتجة عنها ظاهرة للعيان وتعرت مثل الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود ولا يمكن لتبجح الحكومة البريطانية أن يجعلها تختفي.

أزمة الوقود سلطت الضوء على تداعيات نقص العمالة الأوروبية في بريطانيا وما نتج عنها من إغلاق محطات الوقود وتوقف محال التجزئة وكثير من منافذ البيع عن العمل كما أظهرت مدى اعتماد لندن على بروكسل.

وفيما يحاول جونسون احتواء تداعيات هذه الأزمة على حياته السياسية وسط أصوات الانتقادات المتعالية فإن طوابير السيارات أمام محطات الوقود لن تختفي بسهولة ولن تزول صورتها من الأذهان وهي ليست الطوابير الأولى حيث سبقها طوابير الشاحنات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبيل إتمام صفقة بريكست بأيام وطوابير المهاجرين عبر الحدود المائية مع فرنسا.

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة