الثورة أون لاين – عادل عبد الله:
لا يزال الحديث عن انتشار مرض الفطر الأسود يؤرق الكثيرين حتى تصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول الكثير من الأخبار والشائعات والمعلومات المغايرة للحقيقة والمبالغ فيها!.
مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أوضحت لـ “الثورة” أن “الفطر العفني” هو عدوى نادرة تكون نتيجة للتعرض لعفن يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي والنباتات الفواكه والخضروات المتحللة، وأن المرض موجود بالفعل في عدد من الدول.
وبينت أن الفطر الأسود هو مصطلح دارج يستخدم في تشخيص داء الفطار العفني، وهو عدوى فطرية نادرة تصيب المرضى الذين يعانون من نقص شديد في المناعة، لافتة إلى أن الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 لا تؤدي إلى الإصابة بالفطار العفني، ولكن قد يصاب به عدد قليل للغاية من مرضى كوفيد-19 بسبب انخفاض المناعة لديهم وسوء استخدام مضادات الكورتيكوستيرويدات.
وحول العلاج لفتت المديرية إلى أن الفطار العفني داء يصعب علاجه، ويتطلب في بعض الأحيان العلاج بمضادات الفطريات التي تؤخذ عن طريق الحقن في الوريد، وإجراء جراحة لاستئصال الأنسجة الميتة أو المصابة في الوقت نفسه، ويجب على المريض المصاب أن يتبع نصائح مقدم الرعاية الصحية بدقة.
وتشمل عوامل الخطر داء السكري ( المصحوب بارتفاع دائم في مستويات السكر في الدم أو السكري غير المنضبط جيداً)، وانخفاض كريات الدم البيضاء، والسرطان، وزرع الأعضاء، وداء ترسب الأصبغة الدموية “داء اختزان الحديد”، ومشاكل الكلى، واستخدام مركبات الستيرويد أو مثبطات المناعة على المدى الطويل، والإصابة بفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز، وإن كان بدرجة أقل.
وأشارت المديرية إلى أن العدوى تحدث عند التعرض للفطر في البيئة المحيطة وتنتشر الأبواغ في معظم الأحيان عن طريق الاستنشاق أو الطعام الملوث أو تلوث الجروح المفتوحة ولكن ربما لا يصاب بالعدوى المصحوبة بالأعراض إلا الأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في المناعة، ولا تنتقل عدوى الفطر الأسود من شخص إلى آخر.
وأضافت في الغالب، يصيب الفطر الأسود الجيوب الأنفية والدماغ، ويؤدي إلى سيلان الأنف وتورم أحد جوانب الوجه والألم والصداع والحمى وموت الأنسجة المصابة، ونادراً ما يصيب المرض الرئتين والمعدة والأمعاء والجلد.
ونوهت أن أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالفطر الأسود هي تجنب إساءة استخدام مركبات الستيرويد، والتحكم بشكل أفضل في السكري، والكشف المبكر عن طريق زيادة الوعي السريري ( بالتشخيص المبكر الذي يمكن أن يقي من الإصابة بالعدوى الشديدة أو الوفاة )، كما يجب طلب المشورة من اختصاصيي الرعاية الصحية، خاصة إذا كنت تعاني من حالات طبية كامنة مثل السكري والأورام الخبيثة التي تعرضك لخطر الإصابة بحالات أشد وخامة من مرض كوفيد-19 والفطار العفني.