الثورة أون لاين – غصون سليمان:
فسحة ضوء كبيرة أنارت مساحات مهمة في مجهر العمل الصحفي الإعلامي المعرفي في ورشة عمل صحافة الحلول المجتمعية والتي أهمها الايمان بصحافة الحلول المنبثقة من الواقع، الاعلامي والصحفي والذي عليه أن يكون ناقلاً للحلول عن طريق المجتمع، اي ثقافة المجتمع فيما يتعلق بمشكلاته.
واذا كان السؤال من يصنع الثقة بين المواطن ومؤسساته فالجواب لا شك ان طبيعة الحلول المقدمة هي التي تحفز السلطة التنفيذية على سبيل المثال كعنصر رابح اذا ما قدمت لها حلول منطقية مناسبة قابلة للتطبيق.
وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق اشار إلى ان طبيعة الإعلام تقوم على المعلومة وعنوان صحافة الحلول ليس حالة جديدة بل هي موجودة منذ زمن منطلقاً من مقولة كل مشكلة ولها حل، بمعنى ان الأشخاص الذين يقعون في المشاكل ولا يبحثون عن حلول هم محبطون. مؤكداً من خلال مداخلات عدة أن صحافة الحلول ليست موضة نسوق لها، بل هي موجودة، ونحن كشعب سوري نستحق جائزة نوبل في اختراع الحلول. وبالتالي من غير المسموح ان نصل بمجتمعنا الى غايات الإحباط، التي يسوق لها البعض.
وتساءل وزير الإعلام هل نبقى نسلط الضوء على المشكلات وهل الحل يأتي من الآخر أم من الجمهور المستهدف نفسه، وبالتالي هل الإعلام هو صحافة حلول ام صحافة مشكلات، فالتشاركية بالإعلام هي عملية بين طرفين ، جمهور ووسائل إعلام، وبالتالي يجب عدم الاستسلام للنظرة التشاؤمية ودور الإعلام كناقد وناقل لوجع ومشكلات المجتمع. مؤكداً أنه لنا طريق خلاص واحد وهو بناء القدرات والتدريب الداخلي، حيث لدينا كفاءات كثيرة ولكن ليس لدينا ربما ثقافة تدريب هذه الكفاءات.
* فلاتر الكذب والاحتيال
الدكتور خليل عجمية رئيس الجامعة الافتراضية السورية أشار من خلال ترؤسه للجلسة الأولى كمواطن سوري مهتم بالإعلام وخصوصاً بعد هذه السنوات التي عشناها من حرب إعلامية أولاً قبل أن تكون عسكرية، لافتاً الى دور البروبوغندا من فعل الكذب والافتراء الذي رأيناه خلال سنوت الحرب، موضحاً اهمية اول كتاب قرأه حين كان بفرنسا عام ١٩٩٤ وكان عنوانه تصنيع التوافق والذي يتحدث عن كيفية نمذجة العملية الغربية وكيف ان الغرب يتحدث عكس التيار فيما يتعلق بالبروبغندا الشيوعية في تلك الايام حيث الغرب كان ينفذ تلك البروبغندا بطريقة مختلفة أكثر ذكاء من خلال فلاتر خمسة.
الأول يتعلق بمالكي وسائل الإعلام، والفلتر الثاني بصناعة الإعلانات، والثالث يتعلق بالنخب الإعلامية التي والتي تقول رغم أنها تبدو تدافع عن القضايا العامة ولكنها حسب ما اسميت بالمصطلح بحالة زواج سري مع المجموعتين الأولى والثانية.
أما الفلتر الرابع فهو تحضير المدفعية المضادة للرواية الرسمية التي يحاولون تسويقها كرواية “الهولوكوست” وغيرها.
والفلتر الخامس يقوم على خلق العدو المشترك أو الشيطان والذي كان في تلك الأيام من وجهة نظر الغرب هو الشيوعية واليوم الشيطان هو الأصولية.
وبين الدكتور عجمي وكيف صورت لنا حرفية الفلاتر السابقة لا سيما في العام ٢٠٠٣ حين قامت أميركا بالإبادة الجماعية بحق الشعب العراقي والتي صورت على أنها عملية تحرير.
ليبقى السؤال لماذا هؤلاء ينجحون بتسويق قضايا الكذب والاحتيال، فيما نحن لا ننجح غالباً في تسويق قضايانا العادلة؟!.
*الصحافة البناءة
الدكتور عبد العزيز قبلان مدير برنامج الإعلام والاتصال في الجامعة الافتراضية سلط الضوء على مجموعة من الملاحظات الأولية، فلفظ الصحافة
لا يعني فقط الصحافة المطبوعة والتي تنفذ عبر مختلف الأنواع الإعلامية وتتناول كل الموضوعات والقضايا والمشكلات المجتمعية وتنتقد بالاضاءة على أشخاص لايستحقون بدلاً من الأفكار.
وأضاف بأنٌ نقص الثقة في الإعلام عموماً ونقص موضوعيته أوجب على الصحفيين التحول نحو الأنواع المشابهة لصحافة الحلول والتي تنضوي ضمن الصحافة البناءة التي تطلق الأساليب النفسية الإيجابية في العمل الإعلامي. لافتاً إلى أن الصحافة الاستقصائية تلبس الصحفي شخصية المحقق لكشف الفساد والاحتيال والأشرار.
فيما الصحافة المناصرة وهي نوع صحفي يتبنى وجهة نظر غير موضوعية في القضايا السياسية والاجتماعية.
أما الصحافة المدنية فهي مصطلح متداخل مع كثير من الإعلام التشاركي أي صحافة المواطن.. وهي تقوم بشكل أو بآخر على جهد المواطنين العاديين في جمع ونقل وتحليل وبث الأخبار والمعلومات.
إضافة إلى صحافة السلام التي تعني بأخبار حقيقية ومعلومات صححية.
كما ذكر الدكتور قبلان أن التعليم الأكاديمي والتدريب المهني يفتقر غياب الجامعات والمعاهد الإعلامية العربية والسورية لتدريس صحافة.
مدير مساق الإعلام والتدوين الرقمي الأستاذ حسين ابراهيم أشار في مداخلته إلى أهمية النقاشات والحوارات خلال أيام الورشة للوصول إلى نتائج مهمة عبر تقريب وجهات النظر فيما يخص مفهوم مصطلح صحافة الحلول.
* مكون اجتماعي
فقد نوه في مداخلته والتي حملت عنوان من من صحافة المشاكل الى صحافة الحلول ، والمقصود انه يجب أن نعدل ونغير إلى شكل افضل بحيث تتحول الصحافة الى مكون اجتماعي. واضعاً عدة تساؤلات جدلية من يملك الحل، هل من حق الصحفي تقديم الحلول ، ماذا لو ساعدتنا صحافة الحلول عبر مقومات التحفيز والقدرة على الاقناع ، فالفكرة هي البطل وعلينا ان نقدم نتاجاً ثقافياً ومعرفياً على جميع المستويات لتوضيح كيف ولماذا نحتاج صحافة الحلول وغيرها الكثير من التفاصيل.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الاستاذ امجد عيسى المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع. فقد أشار عيسى إلى أن ٌ
المشاكل الكبيرة مجال حلها ليس صحافة الحلول وإنما الدولة والحكومة وبالتالي حين نركز على المشكلات الصغيرة وتلامس هموم المواطن اليومية بشكل عام والتي يمكن أن تلعب فيه صحافة الحلول شيئاً ودوراً إيجابياً.
وأضاف عندما نلجأ ونعرض المشاكل الصغيرة يمكن أن نكسب متابعين لأي مشكلة من أصحاب القرار بالمنطقة.
*أخبار الإثارة
الدكتور محمد الرفاعي ذكر في بداية حديثه ان تطوير الإعلام يبدأ من تطوير قسم الإعلام وان اي تطوير في اي مجتمع يبدأ من مؤسسات التعليم فهناك منعطفات حاسمة في تاريخ الاعلام.
واذا كانت معظم مداخلات الورشة قد ركزت جميعها على صحافة الحلول، لكنها في الحقيقة هي اعمق بكثير مما نراه.
ولفت إلى ما تحتله مدارس الاثارة اليوم على جميع الاصعدة، بعدما أصبح الإعلام هو خدمة أو خدمات عامة وخاصة تقدم للناس.
ونوه الدكتور الرفاعي إلى أن الخبر السيئ اليوم هو الذي بات جيداً وطبيعياً على عكس الخبر الجيد الذي يعاني من حصار في صحافة الإثارة.
فلدينا اليوم صحافة الترفيه هرباً من صحافة الأخبار وما تحمله من مآس وغيرها.
صحافة الحلول جزء من بيئة عمل متكاملة.
بدوره قدم الاستاذ علي نصر الله رئيس تحرير جريدة الثورة إضاءة حول العمل فيما يخص صحافة الحلول حيث قال: إن صحافة الحلول هي جزء من بيئة عمل متكاملة، ونحن في جريدة الثورة نعمل على صحافة الحلول ولا ندعي كل ما نقدمه هو صحافة حلول ولكن نحن نقوم بهذا الدور منذ سنوات طويلة. وبين في رده على بعض تساؤلات الزملاء على إحدى المؤسسات هل المؤسسات الإعلامية تؤمن بصحافة الحلول، وهل المؤسسات العامة التنفيذية تؤمن بصحافة الحلول؟. هنا تطرق نصرالله تأكيداً على فاعلية المؤسسات الإعلامية إلى ما حصل مع الزميل يونس خلف بالمصرف العقاري.
وهذا ما نوه إليه الأستاذ عارف العلي رئيس تحرير صحيفة تشرين والذي أكد بأنٌ الصحافة دائماً تعرج على قضايا المجتمع من خلال جميع الأنواع الصحفية. وفي الجلسة الثانية قدم عدد من الزملاء من صحف الثورة وتشرين وسانا والإذاعة والتلفزيون عروضاً لتجارب صحفية وإعلامية مختلفة مقاربة لمفهوم صحافة الحلول.
تصوير فرحان بلبل