الثورة أون لاين – نيفين عيسى:
تُثير قضية المهور عند الزواج آراء متباينة ، خاصة في ظل الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع مع تأمين تكاليف الحياة.
رائد الأحمد مدرس ذكر بأنه واجه صعوبة بتأمين تكاليف الزواج بسبب المتطلبات الكثيرة والمكلفة ( من الأثاث المنزلي والذهب والمهر وتكاليف الحفل) ولذلك اضطر لتأجيل الزواج أكثر من مرة ، و يرى أن المهم في الزواج هو حسن الاختيار من قبل الطرفين وتسهيل أمور الزواج الشكلية التي تفقد قيمتها مع مرور الوقت ،وهو ما يُرتّب على الأهل مسؤولية تخفيف الأعباء والطلبات عند الزواج ،مشيراً إلى أن بعض الأسر تطلب مهراً يتجاوز العشرة ملايين ليرة إضافة إلى التكاليف الأخرى ،حيث يجد البعض أن العادات القديمة تقتضي احترام المرأة من خلال منحها ما تستحق على الصعيد المادي ، وهو أمر ليس واقعياً.
سوسن حسن ربة منزل أوضحت أن معظم الناس ينظرون بشيء من التقدير للفتاة التي يكون مهرها مرتفع القيمة وكذلك المنزل والسكن وغير ذلك ، وأن بعض الأشخاص يعتقدون أن الشاب الذي لا يدفع تكاليف مرتفعة من السهل عليه التخلّي عن زوجته فيما بعد ، كما أن معظم الفتيات يتفاخرن بما تم تقديمه من قبل العريس والحفل المميز والملابس ، وأضافت أن المطلوب هو التوازن ضمن الحدود و الظروف المتاحة.
الدكتورة تغريد مسلّم أستاذة علم الاجتماع في جامعة دمشق أشارت إلى أنّ تكاليف الزواج في الظروف الراهنة أصبحت الهمّ الكبير للأسرة ولكل شاب وفتاة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تُشكّل العائق أمام الشباب في ظل تداعيات الحرب العدوانية على الشعب والوطن، لذلك أضحت فرص الزواج قليلة أمام الفتيات ،ونوهت بأنّ هناك حالات من الزيجات والأعراس في المجتمع مبالغ بتكاليفها وبالمقابل هنالك شبان لايستطيعون شراء خاتم الزواج أو تأمين المنزل ومتطلباته إضافة إلى الظروف المعيشة ، مؤكدة أنه لتيسير عملية الزواج لابد ان يكون هنالك إجراءات قانونية تضمن للفتاة حقها فكل أسرة تريد تأمين حياة كريمة لابنتها بوضع المهر من ُمقدّم ومؤخّر لتستفيد الزوجة من هذا المبلغ في الظروف الصعبة وتُكمل حياتها .
و أضافت مسلّم مهما كان مبلغ المهر كبيراً لا يؤمّن شيئاً أو فرصة للاستمرار بالحياة ولابد من المساعدة للطرفين من قبل أهل الشاب أو الفتاة ، ووجود قانون يكفل للمرأة حقها في تأمين مكان للعيش سواء كان بالأجرة أو الشراء وذلك يُقلّل من أعباء الزواج و لا يقف الأهل كثيراً عند المظاهر الاجتماعية والأعراس وذلك يُخفف قليلاً على الشباب والفتيات وتجعل الأسر في حالة استقرار وأمان لابنتهم.