صفحات التواصل الاجتماعي جعلت كل الناس تقرأ بخلاف ما هو شائع، فالذي لم يكن يقرأ في حياته مقالة، جعله الفيس بوك يقرأ ويعقب ويدخل في دائرة الجدل والحوار والخلاف أحياناً في الرأي ووجهات النظر..
ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار القول: بأن التقنيات الحديثة قد سرقت القارئ العربي حصراً من القراءة، من أكثر العبارات الجاهزة، التي تستخدم عن غير حق، في عصر التقدم التكنولوجي المذهل، لاسيما مع انتشار الكتب والمجلات والصحف والمنشورات الإلكترونية، وتوقف معظم المجلات والصحف العريقة عن الصدور ورقياً.
نحن الآن في عصر صحافة الرأي الإلكتروني، وفي زمن المعلومة الإلكترونية بامتياز، وخاصة في عالمنا العربي، الذي كان ولايزال يتصدر قائمة البلدان الأكثر عزوفاً عن القراءة الورقية، وذلك لأن عصر الآلة والتطور الرقمي المذهل لم يسرق القارئ الأجنبي من الكتاب والصحيفة الورقية، ففي الدول الراقية لاتزال القراءة الورقية محافظة على جمهورها، على اعتبار أن لها طقوسها ونكهتها وجمالياتها الخاصة.
كما تبقى للأرشفة الورقية أهمية خاصة، وذلك بسبب كثرة الأخطاء الموجودة في المراجع الإلكترونية، والأرشيف الورقي يتميز بندرته وعدم إمكانية الحصول على نسخ أصلية منه إلا ممن يمتلكونه ( وعدد هؤلاء قليل جداً وشبه نادر)، بعكس الأرشيف الإلكتروني الذي هو عام وفي متناول الجميع بنسخه المتطابقة والمتشابهة، كما أنه معرض للغياب بسبب الفيروسات، والأعطال التي تصيب الكمبيوتر.
والأرشيف الورقي النادر(كتب، مجلات، صحف، صور، وثائق وغيره) يصبح مهيئاً للدخول في متاحف خاصة، على عكس الأرشيف الإلكتروني، الذي نحصل عليه بسهولة ميسرة بطريقة النسخ واللصق. وكل ذلك لايقلل من أهمية المنشورات الإلكترونية، التي استطاعت أن تستقطب المتابعين والقراء على امتداد الليل والنهار، وبطريقة عصرية تتناسب مع طبيعة الإنسان في القرن الحالي، قرن التحولات العلمية والتكنولوجية المذهلة.
رؤية – أديب مخزوم