الثورة – آنا عزيز الخضر:
تحتفي أيام الثقافة السورية بالطفل أيضا عبر مسرح، يتجه إليه و يخاطبه، منطلقا معه إلى جانب المتعة إلى جملة مفاهيم، ترسخ عنده سلوكيات، هي بمثابة ضرورة تربوية، من الجميل أن تحملها حكايا عرض مسرحي، يخاطب عالم الطفولة تحديدا، لما يحمله من خصوصية كمرحله عمرية في المفردات والاحتياجات.. هذا ماحمله عرض ( مغامرة إلى مدينة المستقبل )، تأليف (جوان جان)، إخراج ( نديم سليمان) على صالة مسرح العرائس بدمشق.
اتجه العرض المسرحي في مجريات أحداثه وتفاصيله إلى الطفل بلغة بسيطة سلسة، استطاعت أن تجذبه، عدا عن كونه مسرح دمى والدمى هي صديقة
الأطفال، يفرحون بحضورها وحركتها ، بحوارها وقصصها وتناولها لأي فكرة أو مفهوم، فهي تقنعهم وتفرحهم.
ركز العرض على العلاقات الاجتماعية والإنسانية وعلى المحبة، و التي يفترض أن تجمع بين أفراد المجتمع، تاركة أجمل السلوكيات وأرقاها في العﻻقات واﻷفعال، هذا ماعمل عليه العرض في قصة مشوقة، مزجت بين عالم الواقع والخيال، فهناك طفلان تمرض أمهما بمرض خطير،و يخبرهما الطبيب أن الدواء موجود حصرا في مدينة المستقبل، حيث سعى الطفﻻن إليها لإنقاذ أمهما من الموت،
وعندما وصلا إلى تلك المدينة، بعد مغامرات ، عرفا سلوك أهلها البعيد عن المحبة والإخاء، إذ تشغلهم الكراهية و الصراعات، و تأخذ التكنولوجيا عقولهم، كما تغيب العلاقات الاجتماعية الجميلة عن حياتهم، حيث يتعرض الطفﻻن فيها لسلسلة من المشكلات، تخلصا منها بذكاء في نفس الوقت الذي رفضا فيه كل تلك الأشكال السلبية في العﻻقات.
العرض تميز بأداء تمثيلي وصوتي جميل، اضافة إلى تحريك للدمى بشكل دقيق ومسل ومعبر، رسم الفرح على وجوه الأطفال ،عدا عن أفكار العرض الإيجابية و المتميزة .