لن أغرق في المبالغة وأنا أخبركم عن كم الفرح والسعادة التي غمرت ابني وهو طالب في الصف السادس عندما زف لي خبر تفعيل مكتبتهم المدرسية بتزويدها بالقصص والمجلات والكتب وأن بإمكانه استعارة أي كتاب تحت طائلة المسؤولية.
ويالها من سعادة وأنت تسمعه يقول: هناك تزاحم طلابي أمام باب المكتبة لاختيار ما يرغبون في قراءته، وأن البعض حبذا يوم الخميس للاستعارة وذلك لاستثمار وقت العطلة.
خبر عاجل كنا نحلم به، آباء وطلاب ومربون بعد أن هجرت المكتبة بعض مدارسنا، وأصبحت في أحسن الأحوال مخزناً لتسليم واستلام الكتب مع غياب لأمناء المكتبة.
خطوة تربوية أخرى للنهوض بالعملية التعليمية التربوية، وتعلم الفرد كيف يتعلم ؟ نثمنها ولاسيما أننا بأمس الحاجة لها لأن الكلمة المطبوعة في كتاب أو مجلة أو صحيفة هي الوسيلة الأبقى أثراً والأكثر فائدة في نشر الثقافة للكبار والصغار في ظل ما يطرأ على المناهج من تحديث وتطوير، فهي لا تقدم للطالب شيئاً يلتزم وتفرض عليه نوعاً محدداً من القراءات بل تقدم له كل صنوف المعرفة والطالب يحدد مايرغب به ويخطو خطواته الأولى في البحث والتعود عليه، وللمدرس دور كبير في تنشيط حركة الإعارة من خلال إقناع الطلاب بعدم الاكتفاء بما يذكره في الحصة الدرسية، وتزويدهم بأسماء مراجع ومصادر تسهم في رفد منهاجهم الدراسية.
لاتقتصر أهمية المكتبات هنا على المدارس بل هي من مرافق الخدمات المهمة، ودلالة حضارية ومنشأة ثقافية مهمة.
عين المجتمع -رويدة سليمان