بدت جوهرية للغاية وتعطي جرعة كبيرة من التفاؤل بواقع عمل أفضل، كأرقام ومؤشرات مختلفة الدلائل والمعطيات تلك التي أطلقتها وزارة السياحة حول مجمل أعمالها وخططها في جوانب عمل هذا القطاع الاستثماري المهم، والذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني والخزينة العامة من جهة توليد فرص العمل والاستثمارات المتعددة الأوجه والأهداف.
وبقراءة لتلك الأرقام والمعطيات لجميع جوانب وتفاصيل العمل السياحي المتشعبة سواء مايتعلق بأنواع السياحة داخلية وشعبية وثقافية ودينية، أو المشاريع السياحية، أو لناحية تأمين الكوادر العاملة في القطاع المدربة والمؤهلة تعليمياً ومهنياً، وفق خطط معتمدة لهذه الغاية، أو لجهة عودة أوجه التعاون واستئناف الرحلات والنشاطات السياحية مع دول عدة، يبدو التفاؤل أكبر بمشهد سياحي قادم أفضل.
كما أن تلك المعطيات تؤكد استعادة هذا القطاع عافيته، بعد سنوات من الأزمة والحرب الإرهابية على سورية، وماسببته من خراب وتدمير في بنية المنشآت وخدماتها، وخروج العديد منها من الخدمة، ليعود بانطلاقة عمل جديدة ولاسيما بعد تحرير الكثير من الأراضي السورية من الجماعات الإرهابية، واستمرار الانتصارات المشرفة التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب.
ومع الجهود الحكومية لتفعيل عمل القطاع بقوة بعد الحرب، ضمن خطة لعشر سنوات قادمة تتضمن برامج عمل مختلفة وتعليماً وتدريباً وتطويراً للتشريعات، وإلزام المنشآت في القطاع الخاص بتعيين خريجي كليات السياحة والمدارس والمعاهد الفندقية لتؤمن آلاف فرص العمل في إطار خطط تتكامل للوصول لعام 2030 بنتائج ستكون متميزة ولاسيما تطوير الفنادق والعمل الاستثماري، وإعادة المشاريع المتعثرة للعمل.
كما أن للقطاع الخاص دوره في انطلاقة العمل السياحي، وخاصة مع دعوة الوزارة الصريحة له للعمل التشاركي معها في العديد من المشاريع الاستثمارية في مجال السياحة الشعبية وغير ذلك، عبر تقديم مزايا مهمة وتسهيلات للمستثمرين، بما يحقق نجاح الخطة بتكامل جميع الأدوار.
ومع خطة عمل غنية المضمون والطموح، تبدو مهام العمل أقوى، حيث يتطلب ذلك كثيراً من المسؤولية والمتابعة الميدانية، والأخذ بعين الاعتبار الجوانب ذات الأولوية في العمل، والتشاركية بين جميع الجهات المعنية، حيث تكامل الأدوار للوصول لمنتج متكامل ومخرجات أكثر تميزاً، ليكون المشهد المنتظر لسنوات مابعد الحرب وعلى الدوام أفضل الأعوام السياحية لسورية مهد الحضارات الإنسانية.
حديث الناس -مريم إبراهيم