هي حكاية كل موسم زراعي باتت تتكرر كل عام بأشكال شتى وعناوين بارزة تجمع في الكثير من الأحيان مفارقات لافتة، فمع اليأس يتوهج الأمل، ومع كل العقبات هناك التحدي والإصرار وبعزيمة وإرادة صلبة لمتابعة رحلة انجاز الموسم، فهناك من ينتظر القطاف، ولا مجال لتخيب الآمال بمن كانوا ولا زالو وسيبقون أساس الأرض وعماد الاقتصاد.
فتفاصيل العمل اليومي للفلاحين مع كل موسم، ولمختلف أنواع الزراعات ومنها الأساسية توثق كثيرا من الصعوبات التي تواجه العمل بدءا من أول خطوة وانتهاء بالجني والقطاف، هذا عدا مشكلة التصنيف والتسويق، وارتفاع تكاليف مستلزمات العمل، وما قد يلحق بهم من خسائر أحيانا جراء تغيرات مناخية، أو انحباس المطر وقلة مصادر الري أو غير ذلك.
وليتصدر موضوع الأسمدة على أهميته كل عام أبرز العقبات التي تعيق العمل الزراعي بجوانبه، ولتزداد المعاناة في ذلك أكثر في ضوء الظروف الصعبة وما أحدثته الحرب العدوانية على سورية وسنوات الأزمة من خراب وخسائر في بنية القطاع الزراعي، وهو القطاع المهم والركيزة الأساسية التي يبنى عليها الاقتصاد عموماً.
فمن التأخير في توزيع الأسمدة بأنواعها على الفلاحين من مركب ويوريا ونترات إلى قلة الكميات التي توزع والتي لا تتناسب مع مساحات الأرض المزروعة سواء قمحاً أم أشجار زيتون وحمضيات وغيرها، علما أن الأسمدة متوافرة في مراكز بيع وصيدليات زراعية وبأسعار مرتفعة، إلى مشكلة أخرى سببت معاناة لفلاحي الساحل في التعامل معها، وهي مشكلة تجبل سماد النترات والذي جاء أشبه بكتلة من الباطون، وأربك الفلاح المضطر لاستخدامه، حتى مع الكثير من مشقة هذا الاستخدام، وخاصة لمن يحتاجون كميات كبيرة منه تصل للأطنان.
هي مناشدة أطلقها الفلاحون نضعها برسم الجهات المعنية لكيفية التعامل مع هذه المشكلة بحلول بشأنها، ومناشدتهم لأهمية معاملة الأراضي المزروعة بالقمح لناحية تأمين البذار والسماد معاملة الأراضي المروية، والأخذ بالأهمية موضوع تصنيف القمح، حيث غالبا لايعتمد التصنيف الأول البلوري، مع أنه يوجد أراضٍ كثيرة تتميز بإنتاج هذا النوع ولا تحظى بهذا التصنيف.
فهل تؤخذ المناشدة بعين الاعتبار وتجد حلولا مناسبة، ولاسيما أن الدولة تولي مزيدا من الاهتمام بالفلاح وبالقطاع الزراعي الذي أثبت حضوره بامتياز، واستمر بالإنتاج رغم كل الحرب والحصار.
حديث الناس- مريم إبراهيم